أنجز مجموعة من الباحثين دراسة دولية حول درجة أمانة الشعوب وسلوكها المدني، من بينها الشعب المغربي.
الدراسة، التي نشرت مجلة "ساينس" الأميركية نتائجها، أعدها باحثون من جامعات ميشيغن وأوتاه الأميركيتين وزيوريخ السويسرية، وقد اعتمدت على تجارب ميدانية في أزيد من 300 مدينة موزعة على 40 بلدا من أنحاء العالم.
واعتمدت الدراسة على تجارب اجتماعية ميدانية بينها كيف سيتصرف الأفراد حين العثور على محفظة نقود ملقاة.
وتشير الدراسة إلى أنه خلال هذه التجارب تم إلقاء 17 ألف محفظة نقود إما تحتوي على مبالغ متفاوتة أو ليست بها نقود، وذلك في مؤسسات عمومية وخاصة مختلفة، ليتم رصد ما سيقوم به الأشخاص الذين يعثرون عليها، وعما إذا كانوا سيعيدونها أو سيحتفظون بها لأنفسهم.
ومن بين البلدان التي شملتها هذه التجارب المغرب، حيث تشير النتائج إلى أنه في حالة عدم احتواء المحفظة على نقود تتم إعادتها بنسبة 14 في المئة تقريبا، وهي النسبة التي ترتفع في الحالة التي تكون المحفظة بها نقود إلى نحو 22 في المئة.
وبشكل عام، سجلت جميع البلدان تقريبا معدلات أعلى بالنسبة لإعادة محفظة المال حين تكون بها نقود، مقارنة بإرجاعها في الحالات التي تكون فيها خالية، باستثناء بلد واحد سجل عكس تلك النتيجة هو المكسيك، حيث كان معدل إرجاع المحفظة أعلى في الحالات التي تكون فارغة من النقود.
وعلى الصعيد العالمي، تعتبر كل من الدانمارك والسويد ونيوزيلاندا من أكثر البلدان التي تفاعلت شعوبها بشكل إيجابي مع الاختبارات، حيث كان يتم إرجاع محفظة النقود في أكثر الحالات، خصوصا حين تكون بها نقود، وذلك بنسب جاوزت 80 في المئة في حالة المحفظة التي بها نقود، وبين 60 في المئة و70 في المئة في حالة المحفظة الفارغة.
وتشدد الدراسة على أهمية الأمانة والسلوك الصادق باعتبارهما عاملان مهمان في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
ولكن تلك الأمانة "قد تتعارض مع المصلحة المادية الذاتية"، تقول الدراسة التي تشير إلى أنه من خلال التجارب الميدانية التي تم القيام بها تم قياس درجة المفاضلة بين قيم الأمانة والصدق وبين المصلحة الذاتية، ودرجة تأثير الحوافز المادية على الأمانة المدنية.
المصدر: أصوات مغاربية