- في هذا الحوار مع "أصوات مغاربية" ينتقد المنسق العام لـ"الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب"، محمد الهيني، كل الجماعات التي تشيع وتمجد خطاب الكراهية والعنف في المغرب، كما يطالب السلطات بمواجهة رموز الخطاب التكفيري "وتقديمهم للعدالة، لحصر الخطاب وصده في المهد".
نص الحوار:
تنتقدون باستمرار التصريحات والمواقف التي تشيع خطاب الكراهية والعنف في المجتمع المغربي. فهل تعتقدون أن هذا الخطاب تجذر بين المغاربة أم هو ظاهرة عادية تقع في كل البلدان؟
نحن في "الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب" نعتقد أن انتشار خطاب التطرف والإرهاب ليس ظاهرة عادية في المغرب لأنه آفة مستوردة من الخارج، ناتجة عن توسع مظاهر تعصب الجماعات الدينية التكفيرية والإجرامية، التي غزت بأدبياتها فئات من أوساط الشباب المغربي، وتقوم بنشر الجهل وأفكار القتل باسم الدين.
هذا الخطاب المتطرف، والذي أساسه ثقافي وديني، ليس متجذرا وإنما يظل محدودا، خصوصا بعد المحاكمات الجنائية التي تعرض لها رموز الفكر الإرهابي بالمغرب وتابعيهم، وفي هذا الصدد يجب أن نشيد بدور العدالة وكل السلطات الأمنية في كشف المجرمين وتعقبهم ومحاربة الظاهرة.
من المسؤول عن شحن الشباب المغربي بخطاب التطرف والكراهية؟
كلنا مسؤولون: سلطات عمومية، ومجتمع مدني وحقوقي... ظاهرة التطرف والإرهاب تسائل الجميع، ومن واجب الجميع العمل على محاصرة هذا الفكر الدخيل، الذي غزا بعض عقول شبابنا.
مجتمعنا مجتمع السلم والأمن المؤمن بالإسلام السمح المؤسس على حرية العقيدة والضمير، والتسامح، والحق في الاختلاف ونبد كل أشكال التعصب السياسي والديني والثقافي.
هل تعتقد أن العمليات الاستباقية التي يقوم بها الأمن بتفكيكه للخلايا المتشددة هو أمر كاف لردع من يشيعون التشدد بين الناس وفي وسائل التواصل الاجتماعي؟
العمليات الاستباقية الأمنية مشهود بها وطنيا ودوليا في محاربة الظاهرة الإرهابية والوقاية منها، لدرجة أن المغرب أصبح مرجعا في هذا المجال، لكن رغم عظم وأهمية دور السلطات الأمنية والقضائية فإن المعول عليه أيضا هو التنوير العلمي والثقافي والديني، لأن الجهل هو أصل الإرهاب، ومحاربة الجهل والتعصب والانغلاق هو الأساس والمدخل للوقاية من التطرف والإرهاب.
الإرهاب العملياتي أقل خطورة من الإرهاب الفكري، لأن هذا الأخير هو أصل الظاهرة وامتداداتها. علينا إذن أن نواصل مسلسل الإصلاح الديني ودعم الثقافة والتربية في المدارس والمعاهد والجامعات، ونشر المعرفة وبناء المسارح وإغناء الفنون وتقوية آليات العمل المدني والحقوقي، والاهتمام بتعميق دور الصحافة في الوقاية ونشر الوعي بثقافة التسامح وحوار الحضارات.
هل يمكن للحركات الإسلامية المعتدلة أن تلعب أي دور في مواجهة خطابات الكراهية والعنف؟
للأسف لا توجد في المغرب حركات إسلامية معتدلة، هناك إسلام سياسي متطرف مسؤول عن انتشار ظاهرة التطرف وسط الشباب.
وهذا الإسلام السياسي المتطرف هو الذي يعادي الحريات الفردية وحقوق الإنسان، ولاسيما حقوق النساء والموسيقى والفنون، كما أنه لا يؤمن بحرية العقيدة والضمير... إنها جمعيات معادية للحقوق والحريات وتربي الأجيال على الانغلاق، والتزمت، والتطرف، وكراهية الآخر، والتمييز.
لا يمكن لمن هو مسؤول عن التطرف والإرهاب أن ننتظر منه أي شيء. هؤلاء يتعين مواجهتهم بكل الوسائل القانونية، وضمان عدم تغلغل أفكارهم الظلامية بين الشباب.
ما رأيك في الفتاوى التي يصدرها بعض الشيوخ في المغرب، مثل الشيخ أبو النعيم، والذي وصل به الأمر حد تكفير مجموعة من المثقفين المغاربة؟
هذه الفتاوى المتشددة والإرهابية يتعين عدم إفلات أصحابها من العقاب، لأنها جرائم إرهابية خطيرة تهدد كيان المجتمع وتمس أمنه وسلامته.
من هنا، فإننا نطالب جميع السلطات العمومية بتحمل مسؤوليتها القانونية لمواجهة رموز الخطاب التكفيري، وتقديمهم للعدالة لحصر الخطاب وصده في المهد.
- المصدر: أصوات مغاربية