البطالة
البطالة

كثير من الشباب يربطون مصيرهم ومستقبلهم بوظيفة ثابتة ومستقرة، سواء في القطاع العام أو الخاص، حتى إذا عجزوا عن العثور على تلك الوظيفة انضموا إلى صفوف العاطلين ينتظرون فرصة قد تأتي أو لا تأتي.

في المقابل هناك من قرروا التمرد على حالة الانتظار تلك ومواجهة البطالة بمشاريع لا تحتاج بالضرورة إلى رأسمال كبير، وإنما إلى أفكار مبتكرة. 

إليكم ثلاثة تجارب ألهمت المغاربة لشباب أطلقوا مشاريع من الصفر: 

من 'مقراج' إلى مقهى متنقل

قصة مشروع السالك الداهي، بدأت قبل نحو سنة بـ"مقراج" و"مجمر"، كان يحملهما ويتجول في أنحاء مدينة مراكش، يبيع القهوة ليوفر قوت يومه ويعين نفسه على مصاريف دراسته الجامعية. 

"بعد نهاية الامتحانات في نفس هذا الوقت تقريبا من السنة الماضية، فكرت أنا وصديق لي أن نعمل، وبعد بحث طويل قررنا إنشاء مشروع خاص بنا"، يقول الداهي عن فكرة المشروع. 

السالك الداهي
السالك الداهي

​​لم يتمكن الداهي من مواصلة مشواره الدراسي نتيجة ظروف خاصة، غير أنه واصل العمل والتفكير في طريقة لتطوير مشروعه البسيط، ولذلك توقف لبضعة أشهر للتفكير والاستعداد، قبل أن يطلق مشروعا جديدا أو بالاحرى نسخة مطورة من مشروعه الأول. 

وهكذا تحول الإبريق إلى مقهى متنقل صغير، عبارة عن دراجة بها آلة لصنع القهوة، يتجول بها في نقط معينة بمدينة مراكش، حيث أصبحت له شعبية كبيرة فيها وفي العديد من المدن الأخرى التي يطمح بأن يصل بمشروعه إليها. 

رجل في مجال حكر على النساء

إذا كان من العادي والمألوف أن تعرض نساء خدماتهن في القيام بأشغال البيت، فإن الشاب المغربي سفيان الريني خلق الاستثناء باقتحامه هذا الميدان الذي يعتبره كثيرون اختصاصا نسائيا محضا.

تصنيف المجتمع لذلك المجال باعتباره حكرا على النساء لم يؤثر في قرار سفيان، خصوصا وأن له خبرة سابقة في مجال التنظيف مع شركات خاصة. 

سفيان الريني
سفيان الريني

​​هكذا، بفكرة مبتكرة ومعدات بسيطة، بدأ سفيان مشروعه ليعيل أسرته ويواجه البطالة، ولم يمر وقت طويل على إطلاق مشروعه بمدينة أسفي حتى اكتسب سمعة جيدة في مجال عمله، دفعت كثيرين إلى اللجوء إلى خدماته بشكل منتظم. 

النجاح الذي حققه في المجال عزز طموح سفيان في أن يطور ويوسع مشروعه ليتحول إلى شركة متخصصة في التنظيف المنزلي والمؤسساتي.

بموازاة ذلك، انتشرت قصة سفيان على نحو واسع وتحولت إلى مصدر إلهام لكثير من الشباب الذين يعانون البطالة، وقد يجدون حرجا في امتهان بعض الأعمال بسبب نظرة المجتمع. 

"شهيوات الدار" على متن دراجة 

أواسط السنة الماضية، تداول عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي صورة سيدة اعتبروها نموذجا للمرأة المكافحة في سبيل لقمة العيش. 

تلك السيدة، هي زبيدة، الزوجة والأم لثلاثة أبناء، التي انتشرت صورتها وهي تمتطي دراجة نارية تستعملها في توزيع الوجبات التي تحضرها في بيتها. 

ظروف الحياة الصعبة دفعت زبيدة إلى الخروج إلى سوق الشغل والبحث عن عمل يساعدها على توفير حاجيات أسرتها خاصة بعدما أن فقد زوجها عمله. 

زبيدة
زبيدة

​​وبعد تجارب في عدة أعمال مؤقتة، قررت زبيدة توظيف موهبتها في الطبخ لإعداد وجبات تقوم بتوصيلها إلى زبائنها، خاصة من العمال والموظفين، ممن يرغبون في تناول أكل منزلي دون الاضطرار إلى مغادرة العمل. 

داع صيت زبيدة خاصة بعد انتشار صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب وخارجه، حيث أشاد كثيرون بإرادتها وكفاحها وشجعوها على الاستمرار في مشروعها ودعوا إلى الاقتداء بتجربتها. 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة