عبد الفتاح مورو وباجي قايد السبسي
عبد الفتاح مورو وباجي قايد السبسي

يوم الخميس الماضي 27 يونيو، ساعات بعد الحادث الإرهابي الذي ضرب تونس ودخول الرئيس باجي قايد السبسي المستشفى في وضع صحي حرج، دعا النائب الأول لرئيس البرلمان وأحد أبرز قيادات "حركة النهضة"، عبد الفتاح مورو، إلى جلسة برلمانية تعتبرها أطراف سياسية اليوم "محاولة انقلابية".

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن رئيس البرلمان التونسي، محمد الناصر، دعا اليوم إلى تشكيل لجنة للتحقيق في ما تقول أطراف سياسية إنه "محاولة انقلابية لحركة النهضة كانت ستتم يوم الخميس الماضي على الناصر، وذلك باستغلال الأزمة الصحية التي مرّ بها رئيس البلاد، والسيطرة على الحُكم بحيلة شغور منصب الرئيس وعجز رئيس البرلمان".

ونفى عبد الفتاح مورو الاتهامات الموجهة إليه بـ"التخطيط مع بعض النواب لمحاولة انقلابية على رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان"، ووصف الأمر بـ"الإشاعة التي روج لها الإعلامي لطفي العماري".

 

وأضاف مورو في تصريحات إعلامية بأنه يوم الخميس الماضي "لم يكن هناك أي حديث عن تعويض رئيس الجمهورية ولا إعداد للجنة طبية، ولم تكن هناك أية نية لانقلاب".

​​هواتف الخميس

في المقابل، قال النائب فيصل التبيني لـ"أصوات مغاربية" إن بعض نواب البرلمان اتصلوا به يوم الخميس الماضي وأعلموه بـ"اعتزامهم توجيه لجنة إلى منزل رئيس البرلمان لمعاينة عجزه عن مواصلة مهامه، وأنّ نفس النواب هم الذين روّجوا لإشاعة وفاة رئيس الجمهورية".

وأضاف: "أنا لا تعنيني لا النهضة ولا غيرها.. تونس أولا"، واستطرد قائلا: "لكن عندما أفكر في توالي الأحداث بين الحادث الإرهابي، وإشاعة موت الرئيس وتعميم البعض خبر عدم قدرة رئيس البرلمان على القيام بمهامه، بالنسبة إلي هذا تزامن مشبوه ولا يمكن أبدا أن يكون عاديا".

​​وأشار التبيني إلى أن "العديد من الأطراف تتهم اليوم حركة النهضة وحزب رئيس الحكومة يوسف الشاهد بمحاولة الانقلاب، خصوصا أن هناك من لا يزال يطالب بتفويض بعض السلطات لرئيس الحكومة، حتى بعد مغادرة رئيس البلاد المستشفى وتحسن وضعه الصحي".

وشدد المتحدث ذاته على أن "المطلوب اليوم، وللضرورة القصوى، الإسراع بانتخاب المحكمة الدستورية حتى لا يتكرر مثل ما وقع يوم الخميس الماضي".

مورو والرئاسيات

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة النهضة، محمد القوماني، إن اتهام عبد الفتاح مورو وحركة النهضة بـ"التخطيط لمحاولة انقلابية من داخل البرلمان" هو "اتهام عار من الصحة فندته تصريحات الشيخ مورو وشهادات أعضاء من داخل البرلمان، والذين أكدوا أن الشيخ اتصل برئيس البرلمان ودعاه للالتحاق بالمجلس بناء على طلب بعض النواب".

وأكد القوماني، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، على أن "هناك استهدافا مستمرا لحركة النهضة، فأية مشكلة تطرأ يلصقونها بالحركة، وهذا الاستهداف تقوم به أطراف داخلية وخارجية".

راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو
راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو

​​وتابع: "من أطلقوا هذه الإشاعة كان هدفهم إرباك المشهد السياسي التونسي، كما أن الغرض من ابتداع سيناريو انقلاب تقوده النهضة هو مواصلة تخويف التوانسة".

ولفت قوماني إلى أن "التركيز على الشيخ مورو الآن الغرض منه تحطيم هذه الشخصية النهضوية المؤثرة قبل الاستحقاق الرئاسي، خصوصا أن العديد من الفاعلين يتحدثون عن الرجل باعتباره أحد أبرز وجوه الحركة المرشحة لدخول غمار الاستحقاق الرئاسي القادم".

"الدخان والنار"

وتعليقا على هذا الجدل، قال المحلل السياسي التونسي، باسل الترجمان، إنه "ليس هناك دخان بلا نار، وما جرى يوم الخميس الماضي يؤكد حالة الارتباك الداخلي الذي تتخبط فيه حركة النهضة".

وقال الترجمان: "أعتقد أنه كانت هناك حالة من الفوضى دفعت النهضة إلى القيام بتصرف غير مسؤول".

الترجمان: للغنوشي وأتباعه خطاب علني ومخطط سري

​​وحول تصريحات القيادي بالنهضة محمد القوماني، والذي أكد بأن "الحركة والشيخ مورو مستهدفان"، اعتبر الترجمان، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن "النهضة دائما تستخدم خطاب المظلومية وتصور نفسها ضحية، وتاريخيا هذه الحركة لا تتحمل مسؤولية مواقفها"، وأردف قائلا: "هذا ما يزيد من تأكيد الشكوك القائلة بأن للغنوشي وأتباعه خطاب علني ومخطط سري".

وختم المصدر ذاته بالقول: "كان على النهضة، بعد 8 سنوات من الحكم، أن تتسلح بالحكمة والمسؤولية، وألا تحاول اقتناص الفرص واللعب من أجل الهيمنة".

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة