اسمي: محمود. إ. ص / تاريخ الولادة: مارس 1993 / المستوى الدراسي: الشهادة الإعدادية
نشأت في مدينة درنة شرق ليبيا، كغيري من شباب المدينة، حيث البطالة مرتفعة وصعوبة الحياة. في ثورة 17 فبراير تركت دراستي في مرحلة الإعدادية، واستلمت السلاح وشاركت في تأمين المقرات الأمنية.
بعد فترة نشأ تنظيم أنصار الشريعة في درنة، ثم تأسس تنظيم داعش، وبدأ شباب درنة يتحدثون عن "أحلام الخلافة" وعن داعش في سورية والعراق، وقرب إعلان تأسيسه في مدينة درنة.
فخ داعش
أعلن قادة داعش عن موعد "البيعة العامة" للمتشددين، عبر ملصقات في المساجد والمحلات التجارية، وعبر الإذاعة المحلية والمحكمة في درنة. أبلغني "محمد.ا" عن موعد "البيعة".
بايعتُ التنظيم المتشدد بعد صلاة المغرب بمسجد الصحابة في مدينة درنة. عدد من بايعوا ذلك اليوم حوالي 100 شخص على دفعات بينهم أجانب.
كان زعيم داعش في درنة، عزام اليمني، وهو من اليمن، وبعده تولى القيادة إبراهيم الورفلي، الملقب بــ"الحاج إبراهيم"، والذي قسم التنظيم إلى دواوين، منها "ديوان الحسبة والشرطة الإسلامية وديوان الصحة وديوان المحكمة الشرعية وديوان المساجد والزكاة".
بدأ تنظيم داعش في تنفيذ الاغتيالات في درنة، حيث تم اغتيال نبيل الدرسي ووليد الدرسي وياسر الشاعري وأحمد الشلوي، الذين يعملون في الحرس البلدي بدرنة، إضافة إلى اغتيال عبد الوهاب الدرسي، شقيق وليد، وهو عسكري في معسكر الصاعقة في بنغازي، واغتيل كمال المصراتي لعمله في وزارة الدفاع.
مسلسل الاغتيالات لم يتوقف، حيث اغتيل سعد هابيل وصابر الهواري ومعتز بلقاسم وعبد السلام القبائلي وناجي العوامي، وهم من شرطة درنة، ومحمد الحاسي الذي كان مرشحا لمنصب مدير مديرية درنة.
عندما شاهدت لأول مرة تنفيذ قطع يد شخصين في ساحة المسجد العتيق في درنة أصابني الذهول والخوف، وأدهشتني رؤية تنفيذ قطع رأس عسكري من قوات الجنرال خليفة حفتر. كان أبو عاصم المصري وأبو مريم المصري، من دولة مصر، وعلي الغيثي، وهو ليبي الجنسية، ومجموعة من عناصر داعش، هم من ينفذون هذه العقوبات.
كان أكرم. ك، آمر التسليح، هو مرشدنا وهو من سلمني سلاح كلاشنكوف وذخيره، ودفعوا بي نحو جبهات القتال، عام 2015، للمشاركة في اشتباكات درنة ضد كتيبة أبو سليم في محور الإذاعة، وهو مكان مرتفع في منطقة الفتايح.
سبب الاشتباكات بين الطرفين جاء نتيجة اغتيال داعش ثلاثة قادة في كتيبة أبو سليم، وهم محمد.ب.ب، وشخص آخر من "الجماعة الليبية المقاتلة" يدعى ناصر. ع، ورفيقه فرج . ح.
الخروج من درنة
قرر آمر ولاية برقة، إبراهيم الورفلي، الخروج من درنة، بعد اشتباكات طويلة بسبب نقص الذخيرة والإمداد والتموين والحصار المفروض علينا من قبل كتيبة أبو سليم وقوات الجنرال خليفة حفتر في محاور الساحل والحيلة والجامعة.
قمنا بالاشتباك مع كتيبة أبو سليم في محور الحيلة ليلا، ثم خرجنا واتجهنا إلى منطقة المخيل، ومعنا حوالي 270 شخصا، وحوالي 30 سيارة من درنة، على متنها أجانب.
وعند وصولنا إلى منطقة مرتوبة، تعرضنا لكمين من قوات الجنرال حفتر. وفي الصباح توجهنا لبوابة المخيلي التي تحرسها مجموعة مسلحة تابعة لقوات حفتر، وحدثت هناك اشتباكات قبل أن ينسحبوا من البوابة ويتركوا سيارة صحراوية، وأصيب منا شخصان في هذا الاشتباك.
أكملنا طريقنا ووجدنا شاحنتين تحملان سيارات عسكرية صحراوية جديدة. قتلنا السائقين وسرقنا أغلب السيارات، وتواصل قادتنا مع مسعود. ف الذي ينتظرنا قرب مدينة اجدابيا، ومعه رتل من داعش، وهو من أوصلنا إلى سرت.
بداية الندم
وصلنا إلى سرت في أبريل 2016، ومباشرة قسمنا على فصائل داعش، واستلمت مبلغ 200 دينار، وبدأت الحرب ضد قوات البنيان المرصوص المدعومة من حكومة الوفاق الوطني.
كنت جنديا مقاتلا في جبهات الحرب وتنقلت من محور لآخر، وعندما سمحت الفرصة سلمت نفسي إلى قوات البنيان في مدينة سرت.
أنا نادم على دخولي إلى هذا التنظيم المتشدد ورفعي السلاح ضد أهلي وأبناء وطني، وأنصح الشباب بعد الانجرار وراء هذه التنظيمات المشبوهة التي غررت بنا ووضعتنا في الجحيم.