وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبي، فتحي باشاغا، أرشيف
فتحي باشاغا

  • دعا وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة ليبيا من أجل حماية المهاجرين من القصف الجوي، واتهم خلال حوار مباشر مع قناة "الحرة" إحدى الدول العربية بضرب مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء بطائرة F16.

نص الحوار:

الأمم المتحدة تقول إن قصف المهاجرين في ليبيا قد يرقى إلى جريمة حرب، ما هو التنسيق الذي تقومون به من أجل الدفع في اتجاه الكشف عن حقيقة ما حدث في مركز تاجوراء وضمان ألا يتكرر مرة أخرى؟

وزارة الداخلية في حكومة الوفاق تواصلت وتعاونت مع الأمم المتحدة، وهناك فريق خبراء قام بزيارة مركز الإيواء المقصوف، واستطاع أن يبدأ في تحقيقاته وأثبت أن هذه الضربة هي ضربة جوية. كذلك طلبت منا بعض البعثات الأوروبية زيارة هذا المركز وقمنا بالتنسيق معها، وكل وسيلة إعلام طلبت منا زيارته سمحنا لها. ولدينا فريق مختص تحت إشراف النيابة العامة يقوم بالبحث والتحقيق والتحري، ضمنه فريق مختص في المتفجرات والأسلحة.

وبخصوص سؤالك عن ضمان ألا يتكرر ما وقع، فبطبيعة الحال نحن على الأرض نستطيع حماية هذه المراكز والمهاجرين كما كنا نحميهم في السابق، لكن من الجو وعبر طائرات الـF16 فليست لنا القدرة على حمايتهم، خصوصا أنه ليست لدينا منظومة دفاع جوي لكي تصد هذه الطائرات وتبعدها.

​​الآن المسؤولية هي مسؤولية دولية، وعلى كل دول الاتحاد الأوروبي وأميركا وجميع دول العالم أن تتعاون معنا في حماية المهاجرين ومراكز الإيواء حتى لا يتعرضوا مرة أخرى إلى ضربة جوية، وإذا لم يحدث هذا التعاون فسوف نقفل مراكز الإيواء ونطلق سراح جميع المهاجرين حتى لا يتعرضوا إلى ضربة أخرى قد تودي بحياتهم.

​​من الذي قصف مركز الإيواء بتاجوراء؟

من يملك طائرات F16 في المنطقة هو من قام بقصف مركز الإيواء بتاجوراء. نحن لدينا تجربة سابقة في هذا الصدد عندما قامت الإمارات العربية المتحدة بقصف مدينة طرابلس، واليوم لدينا اعتقاد كبير جدا أن طائرة إماراتية هي من قامت بقصف هذا المركز. وفي الليلة التي سبقتها قامت بقصف خطوط القتال الأمامية، وقصفت أيضا مطار طرابلس الدولي.

​​ما رأيك في الاتهامات الموجهة لحكومة الوفاق باستخدام المهاجرين كدروع بشرية، واحتجازهم لفترات طويلة دون مرجعية قضائية؟

بالنسبة لمراكز الهجرة غير الشرعية (مراكز الإيواء) فهي تدار من قبل حكومة الوفاق تحت إشراف مباشر لوزارة الداخلية، ويتولاها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وعلى طول السنة لدينا زيارات مستمرة ودائمة لهذه المراكز من الأمم المتحدة ومن سفارات الدول، وكذلك من المنظمات الدولية التي تعنى بشؤون الهجرة غير الشرعية.

بالتالي هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة بتاتا، وقد كان لدينا تعاون مع الأمم المتحدة عندما تعرض معسكر إيواء إلى القصف بالصواريخ، ونقلنا هذا المعسكر إلى مكان آخر أكثر أمانا وبعيد عن مناطق القتال.

​​قضية الدروع البشرية واستخدام المهاجرين لتصنيع السلاح أو تنظيف السلاح، نحن ليس لدينا تصنيع سلاح... نحن لدينا مدافعون عن الحكومة الشرعية التي يعترف بها العالم، من جيش وقوات مساعدة له، وليس من أخلاقنا استخدام المهاجرين لأداء أية مهمة، سواء عسكرية أو أية مهمة أخرى لا يسمح بها القانون.

المهاجرون موجودون داخل مراكز الإيواء، ونحن مسؤولون عن حمايتهم وحراستهم وإطعامهم، كما أننا مسؤولون عن أوضاعهم الصحية كاملة، وهذه المراكز كانت بالنسبة للمهاجرين آمنة قبل تاريخ 4 أبريل (تاريخ اندلاع الاشتباكات جنوب طرابلس)، لكن بعد هذا التاريخ تعرضت المراكز للقصف بصواريخ الجراد والمدفعية.

مهاجرون أفارقة فروا من مناطق الاشتباكات في ليبيا
الأمم المتحدة: حراس ليبيون أطلقوا النار على مهاجرين
قالت الأمم المتحدة، يوم الخميس، إن لديها معلومات بأن حراسا ليبيين أطلقوا النار على لاجئين ومهاجرين كانوا يحاولون الهرب من الهجوم الجوي الذي أصاب مركزا لاحتجاز المهاجرين في ليبيا وأودى بحياة ما لا يقل عن 53 شخصا بينهم ستة أطفال.

​​هل نستطيع القول اليوم بأن صراع المحاور الدولية في ليبيا بات واضحا وعلنيا؟

هو لم يعد خفيا علينا، خصوصا عندما يصرح وزير في حكومة الإمارات ويتدخل في الشأن الليبي. في هذا الصراع المشكلة الليبية تشكل نسبة 20 في المائة، أما الـ80 في المائة المتبقية فهي صراع إقليمي على ليبيا، وهذا الصراع لا نرى له مبررا سوى محاولة السيطرة والهيمنة على ليبيا، هذا البلد الشاسع الذي يزخر بالعديد من الموارد الطبيعية، ومن أهمها النفط.

هذه الدول تحاول أن تهيمن وتسيطر على ليبيا، وتعتبر أن بلدنا سيصير منافسا اقتصاديا واستثماريا كبيرا قد ينهي وجودها على الساحة الاقتصادية إذا ما حقق الاستقرار وتشكلت حكومة ليبية واحدة. لهذا اتخذوا خطوات استباقية وأشعلوا النار في ليبيا.

​​هل يمكن لك أن تصف لنا الوضع الآن على الأرض؟ أين أصبحت عمليات القتال؟

تم تحرير مدينة غريان وهي مؤمنة بالكامل، كما تستعد حكومة الوفاق لشن هجوم من أجل إبعاد ما تبقى من قوات حفتر عن طرابلس العاصمة، ونعتقد أننا سوف نشهد تطورا قتاليا وحربيا في صالح حكومة الوفاق في الأيام القادمة بإذن الله.

​​من جهة أخرى، هل تعتقد بأن جيش خليفة حفتر سيقوم بقصف السفن والطائرات التركية في الأجواء والمياه الإقليمية؟

لقد حاول خليفة حفتر ومليشياته التغطية على الهزيمة التي لحقتهم في غريان، وتوهيم الرأي العام بأن دولا إقليمية تدعم حكومة الوفاق، أو تساهم مساهمة مباشرة مع حكومة الوفاق لكنهم فشلوا في ذلك.

ما لاحظناه فقط هو دخول طائرة F16، والتي نعتقد اعتقادا كبيرا أنها مملوكة للإمارات لمحاولة تعطيل هزيمة خليفة حفتر ومليشياته المتواجدة بالقرب من طرابلس.

 

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة