في هذا الحوار، يتحدث رئيس حركة العدالة والتنمية المعارض، عبد الله جاب الله، عن ندوة الحوار الوطني، وموقفه من مقاربة السلطة التي أعلن عنها الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح.
ويقول لـ"أصوات مغاربية"، إن الدعوة وجهت لكل الأحزاب والهيئات، لكن بعض الأطراف فضلت عدم المشاركة، رغم حضور شخصيات من كل التيارات والمشارب السياسية في الجزائر.
نص المقابلة..
كأحد المشاركين في منتدى الحوار الوطني، ما هو موقفكم من المقاربة السياسية التي طرحها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح؟
أهم ما جاء في الخطاب هو ما تعلق بموضوع الهيئة الوطنية المستقلة، على أن يكون الحوار من أجل تنصيب هذه الهيئة التي تتكفل بتنظيم الانتخابات من أول خطوة فيها إلى إعلان النتائج.
هذا الأمر إيجابي، وهو عامل مهم، ولكنه ليس العامل الوحيد، لأن نظام الاستبداد والفساد الذي تمكن في الجزائر، لا يمكن أن يذهب بمجرد نزع ملف الانتخابات من الإدارة، وإسناده لهيئة مستقلة، مع استمرار لوبي بوتفليقة في الحكومة والرئاسة.
لذلك طالبنا بتسليم الرئاسة لمجلس جماعي، يتكون من شخصيات ذات مصداقية، لم يكن لها أي مشاركة في الحكم مع بوتفليقة، وتشكيل حكومة كفاءات من شخصيات ذات مصداقية شعبية.
وتقوم هذه الحكومة بإصلاحات على مستوى الإدارة بشكل عام، وتنصيب هيئة وطنية مستقلة، وما جاء في خطاب بن صالح بسيط، لأن الحوار إن انحصر حول الانتخابات أظن أن الشعب سيرفضه.
ما هي حظوظ المعارضة في الحفاظ على تماسكها، على ضوء رفض قوى البديل الديمقراطي المشاركة في منتدى الحوار الوطني بالجزائر العاصمة؟
نحن في مسعانا لعقد هذه الندوة لم نقص أو نستثني أحدا من المشاركة، باستثناء من كانوا مع نظام بوتفليقة، وهو الاستثناء الوحيد من أحزاب وشخصيات الموالاة.
فقد دعونا الأحزاب والشخصيات السياسية والأكاديمية، والنقابات والمنظمات المستقلة، والأسلاك المهنية من المحامين والأطباء والقضاء، وقد استجاب الكثير للندوة.
أما الآخرون، فهم الذين رفضوا المشاركة رغم التواصل معهم، وقد شكلنا وفودا لدعوتهم والتحاور معهم، وعدم حضور هؤلاء لا يعني عدم مشاركة التيار الديمقراطي والعلماني، فهناك العديد من رجال هذا التيار الذين يشاركون في الندوة التي يحضرها التيار الإسلامي والوطني والعلماني.
بأية طريقة ستتوجهون للسلطة بعد ندوة الحوار الوطني؟
بطبيعة الحال، سنتوجه للسلطة بشكل مباشر، وسنرسل الوثيقة لها.
محاربة الفساد لا زالت متواصلة. ماهو موقفكم من هذا المسار؟
هذا أمر ضروري ومفيد، وجدير بالتثمين، لكن ينبغي التنبيه إلى أن محاربة الفساد لا يجب أن تشغل الرأي العام عن الاستمرار في المطالبة بالحقوق السياسية، التي هي قاعدة الإصلاح، والعلامة على نجاح الثورة.
كيف تنظرون لحبس الرائد لخضر بورقعة؟
طالبت بالإفراج عن الرائد بورقعة، ولم أقبل بفكرة السجن لأشخاص بسبب أراء عبروا عنها، حتى لو كنا لا نتفق معهم حول تلك الآراء، ثم إن بورقعة أحد قادة الثورة، وهو اليوم طاعن في السن، لذلك كان يُفترض النظر إلى هذه الاعتبارات.
المصدر: أصوات مغاربية