ناشط يرفع العلم الأمازيغية في العاصمة المغربية الرباط - أرشيف
ناشط يرفع العلم الأمازيغي في العاصمة الرباط - أرشيف

أطلق مجموعة من النشطاء الأمازيغ في المغرب، خلال الأسابيع الماضية، مبادرة لتأسيس حزب بمرجعية أمازيغية تحت اسم "حزب التغيير الديمقراطي".

وأفاد بلاغ اللجنة الوطنية المشرفة على تدبير المشروع بأن "المنخرطين اتفقوا على تبني عدد من القرارات لصالح بناء تنظيم سياسي بديل، بمشروع مجتمعي واعد، ينتصر للهوية الوطنية في تنوعها، ولقيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية".

"لسنا حزبا عرقيا"

وقال المقرر الوطني للجنة المشرفة، عمر إسرى، إن "حزب التغيير الديمقراطي ليس حزبا عرقيا، ولا نريد تهميش أي مكون ثقافي أو لغوي في دفاعنا عن الأمازيغية".

وأضاف إسرى، في تصريح لـ"أصوات مغارية"، أن المنخرطين في عملية إطلاق هذه التجربة السياسية يريدون "أن تحظى جميع التعابير اللغوية والثقافية في المغرب بنفس الإمكانيات ونفس الاهتمام".

وتابع "الحركة الأمازيغية ظلت دائما حركة مقاومة وممانعة فقط، الآن نريدها أن تمر إلى مرحلة المبادرة، وأن تساهم في صياغة واتخاذ القرارات التي تهم المواطن من داخل مؤسسات الدولة".

​​وليست هذه هي المرة الأولى التي يفكر فيها أمازيغ المغرب في تأسيس تجربة سياسية بمرجعية أمازيغية، فقد سبق لنشطاء آخرين أن أطلقوا تجربة "الحزب الديمقراطي الأمازيغي" الذي تقرر حله عام 2008، كما لم تكتمل تجربة أخرى اسمها "حزب تامونت" الأمازيغي بسبب خلافات حادة بين أعضائه أدت إلى انقسامات داخلية.

في هذا الصدد، أوضح عمر إسرى بأن التجربة الجديدة تختلف عن باقي التجارب لأنها "لا تركز على البعد اللغوي والثقافي فقط، وإنما تسعى إلى نسج مشروع مجتمعي متكامل".

وأشار إلى أن الحزب "سيترافع أيضا من أجل إعادة توزيع الثروة بشطل عادل بشريا ومجاليا، وإعادة الاعتبار للمناطق المهمشة منذ الاستقلال، كما سنناضل من أجل تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين".

​​"معارك سياسية مباشرة"

من جانبه، علق رئيس "الفيدرالية المغربية للجمعيات الأمازيغية" في المغرب، أحمد أرحموش، على مبادرة تأسيس حزب جديد بمرجعية أمازيغية بالقول "إن كل المبادرات هي مهمة من أجل الدفاع عن قضيتنا الأمازيغية"، لكنه نبه إلى أنه "ينبغي في البداية تنظيم حوار لتشخيص الوضع، وبعد ذلك يمكن الحسم هل الخيار هو تأسيس حزب أو الدخول إلى أحزاب أخرى أو شيء آخر؟".

وشدد أرحموش على أن المهم في المبادرة هو هذا "الوعي بضرورة تطوير النقاش السياسي داخل الحركة الأمازيغية، لكي تخرج من منطق الممانعة ورفض الدخول في اللعبة السياسية".

​​وقال في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن الحركة الأمازيغية يجب أن تقوم بـ"انتقال برغماتي واقعي وشجاع إلى المعارك السياسية المباشرة من أجل التأثير على منظومة الحياة السياسية داخل المجتمع".

وأردف أرحموش "يجب أن ننقل رؤانا وتصوراتنا صوب مرحلة جديدة تروم ممارسة الصراع من داخل دواليبه ومؤسساته، وبهاجس التقدم نحو مستقبل سياسي ونضالي وعملي أفضل للأمازيغية".

"هذا الحزب لن يتشكل"

في المقابل، اعتبر أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بكلية القاضي عياض بمراكش، عبد الرحيم العلام، أنه "من الناحية القانونية هذا الحزب لن يكون له وجود لأن الدستور يمنع تأسيس أحزاب سياسية ترتكز على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جهوي".

ولفت العلام، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إلى عامل آخر سيوقف تجربة تشكيل هذا الحزب وهو "أن السلطة لن تسمح بتشكيل تنظيم قد ينافس حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يتزعمه عزيز أخنوش في المناطق الأمازيغية، خصوصا وأن الأخير ظهر في غير ما مرة يغازل الأمازيغية والأمازيغ في خرجاته الإعلامية".

 

 

  • المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة