كشفت وسائل إعلام موريتانية عقد سلطات في البلاد أمس الثلاثاء أولى لقاءاتها مع أحد مرشحي المعارضة في الاستحقاق الرئاسي الأخير، وذلك تحضيراً لـ"حوار وطني من أجل إنهاء الأزمة التي دخلت فيها البلاد عقب إعلان نتائج انتخابات الشهر الماضي".
وذكر موقع "صحراء ميديا" الموريتاني أن هذا اللقاء، الذي سبق أن طالبت به المعارضة، جرى بين رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم وعضو الحكومة، سيدنا عالي ولد محمد خونه، والناشط الحقوقي والسياسي، بيرام ولد الداه اعبيد، الذي حل في الرتبة الثانية في الرئاسيات.
ورفض أغلب من اتصلت بهم "أصوات مغاربية" من قيادات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم التعليق على اللقاء، وأكدوا "التزامهم بتصريحات رئيس الحزب سيدي عالي محمد خونا".
وقال محمد خونا في تصريحات سابقة أدلى بها عقب اجتماعه بولد الداه اعبيد: "اللقاء جاء تلبية لدعوة من المرشح الرئاسي السابق، وقد استمعنا إلى الأمور التي تهمهم في إطار تطبيع العلاقة بين معارضة تنتقد وتقترح وأغلبية حاكمة تقرر".
وكشف محمد خونا أنه تم الاتفاق بين الطرفين على "تشكيل لجنتين لتقريب وجهات النظر في بعض الأمور الخلافية وحل الأزمات العالقة".
من جانبه، صرح بيرام ولد الداه اعبيد بأن "النظام رد بشكل إيجابي على نظرتنا لحل الأزمة عن طريق الحوار وبالطرق السلمية، ونشكره على الاستماع إلى دعوتنا لحل المشاكل العالقة منذ نهاية الانتخابات عن طريق التفاوض واللقاء وبالطرق السلمية".
السلطة والحوار
في هذا الصدد، قال المرشح للانتخابات الرئاسية في موريتانيا، محمد ولد مولود، إن "المرشحين الأربعة حددوا موقفهم من الانتخابات الأخيرة برفضهم لنتائجها، وفي نفس الوقت عبروا عن استعدادهم للمساهمة في حل الأزمة السياسية التي نجمت عنها"
وأضاف ولد مولود، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن "مرشحي المعارضة الأربعة مستعدون لحوار يؤدي إلى حلول سياسية جوهرية".
وتابع المتحدث قائلا: "يبدو أن السلطة هي أيضا مستعدة لفتح هذا الحوار، وهذا ما وصلني شخصيا. يبقى السؤال الأساسي هو عن مضامين هذا الحوار السياسي".
في هذا الإطار، شدد المتحدث ذاته على أن "السلطة الحالية لم تعد معنية بالحوار والسلطة الجديدة لم تمسك بعد بمقاليد الحكم، وبالتالي مضامين هذا الحوار ومخرجاته ستظهر فيما بعد".
ونبه محمد ولد مولود إلى أن لقاء يوم الثلاثاء الماضي لا يشمل كل المعارضة وإنما هو لقاء مع أحد المرشحين المعارضين خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكنه يعبر عن استعداد لدى الطرفين للحوار.
"قد يكون هناك اتفاق بين الرئيس المنتهية ولايته والرئيس القادم على الخطوات التمهيدية التي تجري الآن، لكن سنرى كيف ستتطور الأمور بعد تنصيب الرئيس الجديد، وكيف سيتعامل مع هذه القضية"، يقول ولد مولود
دلالات الخطوة
في المقابل، قال رئيس المركز المغاربي للدراسات، ديد ولد السالك، إن "الهدف من اللقاء الذي جمع بين بيرام ولد الداه اعبيد و سيدي عالي محمد خونا هو التسويق الإعلامي فقط".
وأضاف ولد السالك، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، قائلا: "هذا ليس حوارا لأنه يأتي في الوقت بدل الضائع، لأن الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز انتهت ولايته والرئيس الجديد لم يتسلم زمام السلطة بعد، والمفروض إذا كان هذا الحوار جديا أن يتم بعد استلام محمد ولد الغزواني السلطة بشكل رسمي"
وأشار المتحدث إلى أن الهدف من هذا اللقاء "يمكن أن يكون أيضا هو تهدئة الأوضاع، خصوصا بعد الأحداث التي تلت الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، وما وقع من تشنج وقطع للأنترنت ونزول للقوات المسلحة إلى العاصمة".
وأردف بالقول: "يمكن أن تكون هناك أيضا صفقات مرت تحت الطاولة أو خدمات متبادلة بين الطرفين".
وبخصوص التغيرات التي يمكن أن تحدث في علاقة المعارضة والسلطة في موريتانا قال رئيس المركز المغاربي للدراسات: "بيرام الذي حصل على الرتبة الثانية في الرئاسيات كان خطابه متطرفا، والآن ربما سيميل إلى الاعتدال، لكن عموما في اعتقادي ما يحدث الآن هو مجرد تسويق إعلامي لا أكثر".
- المصدر: أصوات مغاربية