كشف تقرير جديد صادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن عدد من مظاهر العنصرية التي يتعرض لها في المغرب الأمازيغ والمهاجرون وطالبوا اللجوء من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء والأقليات الدينية.
فبدعوة من الحكومة المغربية، كانت المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب، تيندايي أشيوم، قد قامت بزيارة إلى المملكة في الفترة من 13 إلى 21 ديسمبر 2018 من أجل "تقييم جهود السلطات في القضاء على العنصرية".
وأشادت أشيوم في تقريرها بـ"الإنجازات التي تحققت منذ اعتماد دستور 2011"، لكنها أكدت في المقابل أنه ينبغي على المغرب "فعل الكثير لضمان المساواة العرقية وحق جميع الأشخاص في التحرر من التمييز العنصري".
الأمازيغ.. "عنصرية وتهميش"
واستقت المقررة الأممية شهادات فاعلين مدنيين في مدن الرباط، طنجة، تطوان، أكادير والدار البيضاء، كما التقت "عددا من الأمازيغ كانوا ضحايا ميز عنصري وإقصاء بسبب لغتهم أو ثقافتهم".
وذكر المصدر ذاته بأن "نساء أمازيغيات أبلغن عن تعرضهن لأشكال متعددة من التمييز على أساس الجنس والانتماء العرقي".
كما أفاد التقرير بأنه تم إخبار المسؤولة الأممية بـ"الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الأشخاص الناطقون بالأمازيغية في الإدارات والمؤسسات القضائية، وذلك لأن الموظفين العموميين لا يتحدثون الأمازيغية في الغالب، ولهيمنة اللغة العربية، وقلة المترجمين المحلفين".
واشتكى أمازيغ أيضا من "معاناتهم من التمييز في ممارسة حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية". وفي هذا الصدد شددت المقررة الأممية تيندايي أشيوم على أنه "من الضروري اتخاذ تدابير ترمي إلى حماية الحقوق الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية لكل الجماعات من أجل ضمان المساواة للجميع في المملكة".
وفيما يخص "تهميش التجمعات الأمازيغية"، لفتت أشيوم إلى أن "لجنة الحقوق الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية سبق لها وأن طالبت المغرب بتصحيح الفوارق الجهوية ومكافحة التمييز ضد الأمازيغ، بتبني تدابير خاصة إذا استدعى الأمر ذلك".
المهاجرون.. "شتم ورمي بالحجارة"
من جهة أخرى، خصصت المقررة الأممية فقرات مهمة من التقرير لوضعية المهاجرين واللاجئين في المغرب، وأشارت إلى أن "بعضهم، لا سيما من ذوي البشرة السوداء من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، أبلغوا عن وقوعهم ضحايا للقوالب النمطية العنصرية وكراهية الأجنبي (زينوفوبيا)"، وأضافت بأن "التمييز لا يزال يشكل عقبة رئيسية أمام اندماجهم" في المجتمع المغربي.
وبالإضافة إلى "التمييز الذي يواجهونه في الولوج إلى الخدمات"، يتعرض المهاجرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء في المغرب أيضا لـ"التمييز من قبل الأفراد".
في هذا الإطار، كشف المصدر ذاته عن تعرض العديد من المهاجرين وطالبي اللجوء من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء إلى "أفعال عنصرية في الأماكن العامة، بما في ذلك البصق عليهم، شتمهم، رميهم بالحجارة والاعتداء عليهم جسديا".
وحسب ما توصلت إليه المقررة الأممية فإن الشرطة "نادرا ما تحقق في الشكايات" التي تتوصل بها في هذا الصدد، وعندما يفتح تحقيق "من الصعب تحديد المسؤول لعدم وجود أدلة".
في المقابل، أشار التقرير إلى أن "المغرب لم يصل إلى نفس مستويات كره الأجانب وخطابات وجرائم الكراهية ضد المهاجرين اللاجئين كما هو الحال في أجزاء أخرى كثيرة من العالم".
الأقليات.. نخاف الاضطهاد
والتقت المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب، تيندايي أشيوم، في المغرب ممثلين عن أقليات دينية، بينهم مسيحيون وبهائيون مغاربة أكدوا على أنهم "يخضعون لقيود متعددة في ممارستهم الدينية".
كما كشفوا بأنهم "يعيشون في خوف من اضطهاد السلطات، على خلفية حوادث اعتقال وتصنت وتحقيق سابقة"، وفي هذا الصدد طالبت المقررة الأممية السلطات المغربية بـ"تسليط الضوء على هذه الادعاءات"، التي قالت إنها "تأخذها بجدية".
يذكر أنه، وإلى حدود الساعة، لم يصدر أي رد فعل مغربي رسمي على ما ورد في التقرير الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم.
- المصدر: أصوات مغاربية