مسلحون في ليبيا
مسلحون في ليبيا

أفرزت الأزمة الليبية نزاعا جديدا منذ بدء الهجوم الذي شنه الجنرال خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا مطلع أبريل الماضي.

حفتر أطلق عملية أسماها بــ "الفتح المبين" لإخراج "مليشيات الوفاق" من العاصمة بينما أطلق رئيس حكومة الوفاق فائز السراج عملية "بركان الغضب" لصد "مليشيات حفتر" وحرمانها من السيطرة على طرابلس.

​​

وخلال 100 يوم من الحرب قتل أكثر من 1000 شخص، بينهم 106 من المدنيين وجرح 5000 شخص وفق منظمة الصحة العالمية.

كما تضررت مبان حكومية ومنازل جراء القصف العشوائي ونزح آلاف المدنيين من مساكنهم جنوب العاصمة إلى مناطق أكثر أمنا في طرابلس والمناطق المجاورة.

معركة ستنتهي

ويرى عضو مجلس النواب علي السعيدي أن العمليات العسكرية في 100 يوم استنزفت القدرة القتالية لقوات حكومة الوفاق، بعد تدمير المخازن والأسلحة التي توفرت لها خلال سيطرتها على العاصمة.

​​

ويتابع السعيدي لـ"أصوات مغاربية" أن "لا أحد ينكر أن العمليات العسكرية حصدت العديد من الأرواح لكن قوات الجيش (قوات حفتر) عندما ذهبت إلى طرابلس لم تكن تنوي القتل والدمار والمليشيات المسلحة هي من جرت الجيش لمواجهة مسلحة على تخوم طرابلس".

وقال السعيدي إن "مهمة الجيش في الدخول إلى طرابلس قاربت على الانتهاء ولم يبق إلا أياما بعد وصول نسبة انتهاء العمليات العسكرية إلى 90%".

ويرى السعيدي أن "تركيا خلال الـ100 يوم الماضية تدخلت بشكل سافر في الأزمة الليبية عبر دعم مليشيات السراج بالسلاح وتقوية المليشيات المسلحة مشيرا إلى ضرورة إبعاد تركيا من أي مصالح مباشرة مستقبلا في المشروعات التنموية في ليبيا".

هجوم فاشل

ويرى الخبير العسكري عادل عبد الكافي أن "حفتر عرقل الوصول إلى حلول سياسية بالحرب على طرابلس وفشل في اقتحام العاصمة بعد مرور مئة يوم على بدء الاشتباكات حيث وجد استماتة من قوات الجيش الليبي والقوات المساندة التابعة لحكومة الوفاق".

ويضيف عبد الكافي لـ"أصوات مغاربية" أن "قوات الوفاق أفشلت عنصر المباغتة الذي كان حفتر يعتمد عليه عند الهجوم على طرابلس وتصدت بحزم وقوة وأفشلت مشروع حفتر للسيطرة على العاصمة والمنطقة الغربية والاستلاء على السلطة".

ويقول عبد الكافي إن "حفتر فشل في دخول طرابلس بعد قطع إمدادات ميلشياته وخسارته مدنا ومناطق كان يسيطر عليها، آخرها مدينة غريان الاستراتيجية إضافة إلى أسر مئات من عناصره في طرابلس".

ويؤكد عبد الكافي أن حفتر حصل على "دعم إقليمي وأجنبي كبير من السعودية ومصر والإمارات وفرنسا، حيث مدت هذه الدول حفتر بالأسلحة المتطورة وشاركت في قصف الليبيين عبر الطائرات المسيرة وطائرات إف 16 من أجل السيطرة على العاصمة".

​​ويعتبر عبد الكافي أن "خطوط إمداد حفتر ما زالت مفتوحة من الدول التي تعول على حفتر لاستخدامه كورقة لإطالة الأزمة الليبية والعبث بالملف السياسي والأمني والاقتصادي لليبيا".

وضع كارثي

ويصف مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أحمد حمزة وضع ليبيا بعد بدء الحرب في طرابلس بــ "الكارثي" ويقول إنه انعكس بشكل مباشر على حياة الليبيين.

​​

ويضيف المتحدث "توقف 12 ألف طالب عن الدراسة و100 ألف نازح ومهجر فروا من مناطقهم، إضافة إلى غلاء المعيشة وانعدام السيولة وتكدس القمامة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لما يزيد عن 15 ساعة يوميا".

ويعتبر حمزة أن أيام الحرب المئة تسببت في مزيد من القتل والتشريد وأعادت ليبيا من جديد إلى ألم النزوح والتهجير من العديد من المناطق جنوب وجنوب غرب طرابلس ذات الكثافة السكانية العالية.

ويشير حمزة في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إلى "ازدياد حالات النزوح وارتفاع حصيلة القتلى التي لا تتوقف جراء استمرار الحرب إضافة إلى غياب لأساسيات الحياة وتردي الأوضاع الإنسانية وتصاعد مؤشرات الجريمة وانعدام الخدمات العامة".

ويشير حمزة إلى أن خطاب العنف والتحريض على القتل تصاعد بشكل ملحوظ بين أبناء الوطن الواحد مع دخول الحرب شهرها الرابع.

 

المصدر: أصوات مغاربية

 

مواضيع ذات صلة