قال المحامي الموريتاني إبراهيم ولد أبتي، رئيس فريق الدفاع عن الصحافي الموريتاني المعتقل أحمدو ولد الوديعة، في حوار مع "أصوات مغاربية"، إنه يجهل لحد الساعة سبب اعتقال موكله، مشيرا إلى أن "هذا الأمر سيتضح اليوم الإثنين".
وأضاف ولد أبتي أن كل أسئلة وكيل الجمهورية لولد الوديعة دارت حول تدوينات نشرها هذا الأخير على صفحته على فيسبوك، قائلا: "الوكيل لم يوجه له أي تهمة، فأحاله إلى الشرطة من جديد، بداعي تعميق التحقيق".
واستغرب المحامي الموريتاني من اعتقال وحدة مكافحة الشغب ولد الوديعة "رغم أن الرجل حقوقي ومسالم ويرفض العنف بكل أشكاله"، على حد قوله.
نص الحوار:
بعد اعتقاله لأزيد من 10 أيام، ما هي آخر تطورات ملف الصحافي أحمدو ولد الوديعة؟
السلطات البوليسية لا تزال تعتقل من دون سبب موكلي ولد الوديعة. السلطات رفضت أيضا الإفصاح عن أسباب هذا الاعتقال. هذا هو التشخيص الحقيقي لقضية ولد الوديعة.
إلى حد الساعة، رغم أنه معتقل منذ الثالث من يوليو، لا يعرف ولد الوديعة ولا دفاعه لماذا حدث هذا الاعتقال.
لقد بقي لدى الشرطة من الثالث من يوليو إلى يوم الخميس الماضي (11 يوليو). بعدها، تم تقديمه إلى وكيل الجمهورية، وعندما تم تقديمه أمام الوكيل قام هذا الأخير باستجوابه بمكتبه.
في النهاية، وقع على محضر الاستجواب وقام دفاعه أيضا بالتوقيع على المحضر، لنتفاجأ بخطوة كيل الجمهورية بإعادته إلى الشرطة زاعما "تعميق التحقيق". نحن الآن لم نعد نعرف ما يجري في هذا الملف.
الكثيرون في موريتانيا يعتقدون أن ولد الوديعة اعتُقل بسبب نشاطاته السياسية وليس كصحافي، ما رأيك؟
ولد الوديعة كان نشطا في حملة الوزير الأول السابق سيدي محمد ببكر. وبعد الانتخابات، أدان مرشحو المعارضة ما وقع، لكن ليس هذا سبب اعتقال ولد الوديعة، فالانتخابات انتهت يوم 23 يونيو الماضي والاعتقال حدث يوم الثالث يوليو.
عندما تم اعتقاله لم يخبروه بالتهم الموجهة إليه ولا سبب الاعتقال. في العالم كله، عندما يتم اعتقال شخص تُقدم إليه لائحة التهم وأسباب الاعتقال. فيما يخص ولد الوديعة، هذا لم يحدث.
أشرت إلى أنكَ حضرت مع ولد الوديعة عندما تم تقديمه أمام وكيل الجمهورية، ما هو نوع الأسئلة التي وُجّهت لموكلك؟
كانت كلها أسئلة تدور حول صفحته على فيسبوك، وحول تدوينات نشرها على هذه الشبكة الاجتماعية.
هل كانت الأسئلة متعلقة بنشاطه الصحافي أم السياسي؟
كانت أسئلة الوكيل عن نشاطه الصحافي والسياسي والحقوقي. ولد الوديعة صحافي من أبرز الصحافيين الموريتانيين، ويقدم برنامج "في الصميم" على قناة "المرابطون"، حيث يستضيف نشطاء جمعيات حقوقية وخاصة تلك التي تمثل ضحايا العبودية في موريتانيا.
ولد الوديعة هو أيضا نائب رئيس منظمة "نجدة العبيد"، وعضو ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية للحراطين، وكل هذه النشاطات قد تكون وراء اعتقاله. لكن القانون الموريتاني يجرم الاسترقاق والعبودية أيضا، فلماذا يتم اعتقاله؟
هل حاولت أن تحصل على لائحة التهم الموجهة إلى موكلك من وكيل الجمهورية؟
الوكيل لم يوجّه إلى موكلي أي تهمة. الغريب هو أنه محتجز لدى وحدة لمكافحة الشغب، رغم أن الرجل مسالم وحقوقي يرفض العنف بكل أشكاله. هذا شيء محير.
ما هي الخطوات المقبلة لكم كدفاع في هذا الملف؟
لدينا موعد مع وكيل الجمهورية اليوم الإثنين حتى نعرف مصير ولد الوديعة. غدا ستتضح الأمور، وسنعرف هل سيواصلون اعتقاله من دون سبب أم سيطلقون سراحه أم سيقدمونه للعدالة. نتمنى أن تنتهي هذه المسرحية غدا.
المصدر: أصوات مغاربية