دعا وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، السلطات الأميركية إلى الضغط أكثر على أطراف الصراع الليبي من أجل دفعهم للجلوس إلى طاولة الحوار.
وقال الجهيناوي، في حوار مع "قناة الحرة" الثلاثاء: "التقيت وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو وتحدثنا عن ليبيا وهو موضوع أساسي، وقد دعوت الأصدقاء الأميركان لأن يكون لهم دور أكثر إيجابية وأكثر بروزا للمساعدة على إيجاد حل سلمي توافقي يمكّن الليبيين من الخروج من الأزمة".
وأضاف وزير الخارجية التونسي: "هم (الأميركيون) يقومون بهذا الدور لكنهم كدولة مهمة على الساحة الدولية يمكنهم أن يقوموا بما هو أكثر حتى تسترجع ليبيا مكانتها ويشجعوا الحوار بين كل الأطراف، لأنه لا حل عسكريا في ليبيا والحل الوحيد سياسي توافقي بين جميع الليبيين".
وشدّد الجهيناوي على أنّ أمن واستقرار ليبيا "مهم جدا" لتونس باعتبارها "دولة شقيقة وجارة".
وأوضح المسؤول نفسه أنه التقى نظيره الأميركي بنيويورك في إطار الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي التونسي الأميركي، وهو اللقاء الذي عرف تقييما للعلاقات الثنائية "المتميزة في كافة المجالات"، كما ناقش الطرفان كيفية تطوير العلاقات لمصلحة البلدين الصديقين، وفق قوله.
ووصف الجهيناوي أميركا بأنها "شريك هام لتونس تقدم لنا الدعم والعون في عدد المجالات، خاصة الحيوية منها مثل الأمن والاقتصاد، كما يجري الطرفان حوارا دائما بخصوص القضايا التي تشغل منطقتنا مثل ليبيا والقضية الفلسطينية وغيرها".
وكشف المتحدّث بأن وفدا تونسيا "هاما" ضمّ اقتصاديين وأمنيّين ومن قطاع التعليم العالي، التقوا نظراءهم الأميركيين وتباحثوا القضايا التي تهمّهم.
وعن المساعدات العسكرية التي يقدّمها الجانب الأميركي لتونس، قال الجهيناوي: "أميركا تقدم مساعدات هامة لقواتنا في مجال التدريب أو التجهيزات الخاصة، تمكننا من مواجهة الإرهاب وهو عدو مشترك، خاصة وأننا نعيش في منطقة حساسة تعرف العديد من المخاطر".
وبخصوص مشاركة تونس في مؤتمر الحرية الدينية بأميركا ووضعية الحريات الدينية في هذا البلد المغاربي، أفاد وزير الخارجية التونسي بأن تونس "تحترم حرية الاختلاف واختيار العقيدة".
وأكّد الجهيناوي بأن الحرية الدينية "مضمونة دستوريا ومضمونة أيضا في ثقافة المجتمع التونسي، فتونس دولة عربية مسلمة لكنها تحمي الأديان الأخرى مثل الدين المسيحي والدين اليهودي والجميع يمارس شعائره بكل حرية".
وردّا على تصريحات لسفير الاتحاد الأوروبي في تونس قال فيها إن عائلات بعينها "تحتكر" الاقتصاد التونسي، قال الجهيناوي: "أكّد لنا سفير الاتحاد الأوروبي أن تصريحه أخرج من سياقه".
واستطرد المسؤول التونسي: "يبقى هذا رأيه، وأعتقد أن هناك مبالغة في توصيف هذا الأمر.. فالاقتصاد التونسي متنوع تساهم فيه شركات صغرى ومتوسطة وبالتالي لا يمكن أن يكون الاقتصاد في يد بعض العائلات.. تونس تعيش اليوم مرحلة تطوير ونهوض اقتصادي مهم".
وختم الجهيناوي تصريحه قائلا إن تونس "تتجه نحو مزيد من الاستقرار والازدهار"، مشيرا إلى أن هناك ديمقراطية ناشئة طموحة في دولة عربية مسلمة"، كما أضاف: (تونس) فخورة بتراثها ولكنها تصبوا أيضا أن تظهر للعالم بأنها دولة ديمقراطية وحرة".
المصدر: أصوات مغاربية