انتخابات تونس
انتخابات تونس

فجّرت نتائج الانتخابات البلدية في باردو (العاصمة تونس)، نقاشات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية بالبلاد.

واعتبر محللون أن هذا الاستحقاق البلدي يؤشر على إمكانية تواصل هيمنة حركة النهضة على المشهد السياسي في قادم المحطات، فيما حذّر آخرون من أن استمرار العزوف عن الاقتراع سيؤدي إلى اندثار عدة قوى سياسية من الساحة.

​​

النهضة تعلن فوزها

وقد أعلنت حركة النهضة الأحد أن قائمتها تصدرت نتائج الانتخابات الجزئية البلدية في باردو، التي تبعد بنحو 4 كيلومترات عن العاصمة التونسية.

ولم تحدّد الحركة عدد المقاعد التي فازت بها في هذه الانتخابات الجزئية التي جرت السبت والأحد، والتي لم تتعد نسبة المشاركة فيها 11.66 في المئة، بتصويت 5202 من أصل 44626 مسجلا.

وتنافست في هذه الانتخابات 10 قوائم انتخابية، من بينها 6 حزبية، على 30 مقعدا في دائرة باردو، بعد استقالة أغلب أعضاء المكتب البلدي السابق (18 من 30 عضوا) نهاية أبريل الماضي.

وحسب تقارير إخبارية محلية، فقد أمنت حركة النهضة ثمانية مقاعد، متقدمة على البديل التونسي وآفاق تونس (4 مقاعد لكل منهما)، فيما حلت حركة تحيا تونس التي يقودها رئيس الحكومة يوسف الشاهد في المرتبة الرابعة بثلاثة مقاعد.

​​

بالضيافي: هذا ما ساعد النهضة

وتعليقا على هذه النتائج، قال المحلل السياسي منذر بالضيافي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" إن "الإسلاميين استفادوا من النسبة المرتفعة للمقاطعة، إذ لم تتجاوز نسب المشاركة  حاجز الـ12 في المئة".

ويوضح بالضيافي بأن "للإسلاميين خزّان انتخابي منضبط يشارك باستمرار في الاستحقاقات الانتخابية، على عكس الجمهور الانتخابي لبقية المكونات السياسية الذي قاطع هذه الانتخابات لأسباب مختلفة".

ويستبعد بالضيافي أن "تتوصل حركة النهضة إلى تشكيل مجلس بلدي برئاستها في باردو، في صورة تحالف بقية الأحزاب السياسية الفائزة خاصة منها البديل التونسي وتحيا تونس وآفاق تونس".

ولا يشاطر المحلل السياسي الرأي الذي يعتبر انتخابات باردو "محرارا لمزاج الناخب في التشريعيات المقبلة"، قائلا" لا يمكن النظر إلى هذا الاستحقاق كمؤشر لقيس نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية، خاصة في ظل غياب القوى السياسية الصاعدة على غرار حزب قلب تونس والحزب الدستوري، عن هذا الحدث".

​​

الضيفي: أسباب العزوف

واستحوذت نسب العزوف الكبيرة على اهتمامات المحللين الذي اعتبروا المقاطعة جرس إنذار للأحزاب السياسية التي تراهن على مشاركة شعبية واسعة في الاستحقاقات المقبلة.

ويُفسّر الخبير في الشأن البلدي والمكون بـ"مركز التكوين ودعم اللامركزية"، محمد الضيفي، ارتفاع نسب المقاطعة بـ"تزامن الحدث الانتخابي مع حدث رياضي مهم (مباراة نصف نهائي الكان)، إلى جانب نوعية المرشحين غير الجاذبة للناخبين".

ويضيف الخبير ذاته بالقول "نسبة المشاركة الضعيفة تؤشر على عقاب جماعي للأحزاب السياسية برمتها، ما أدى إلى مهزلة في منطقة انتخابية تضم عددا لا بأس به من الناخبين".

​​

ويعتقد بالضيفي أن "نسب المشاركة سترتفع في الانتخابات التشريعية، إذ ستنزل الأحزاب بكل ثقلها البشري والمادي لاستقطاب الناخبين".

وخلص إلى أن "تسجيل أكثر من مليون ونصف ناخب جديد، سيكون حاسما في الانتخابات المقبلة التي ستجري في ظروف مواتية بشكل أكبر".

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة