تفجيران يهزان العاصمة تونس
موقع التفجير الإرهابي الأخير في شارع الحبيب بورقيبة - أرشيف

أظهر فيديو منسوب لتنظيم داعش الإرهابي نشر على الإنترنت الثلاثاء مجموعة من المسلحين يحضّون على شن مزيد من الهجمات في تونس، ويؤكدون مبايعتهم لزعيم التنظيم المتطرف أبو بكر البغدادي.

ويأتي هذا الفيديو، الذي نشر على حسابات الإرهابيين المعهودة على تطبيق تلغرام، بعد هجومين نفذهما انتحاريان في العاصمة تونس في 27 يونيو استهدفا قوات أمنية في شارع رئيسي بالعاصمة وفي مركز أمني خلفا قتيلين وتبناهما داعش.

​​"هذا الفيديو تهديد جدي" بحسب الخبير الأمني التونسي فيصل الشريف، والذي أشار في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إلى أن "الإرهابيين يحاولون استهداف تجربة الانتقال الديمقراطي الناجحة نسبيا في تونس، رغم بعض الإشكالات الاقتصادية والاجتماعية".

وأكد الشريف أن "الأمن التونسي باستطاعته مواجهة هذه التهديدات بالاعتماد على قوات الجيش في المناطق الحدودية، وأيضا قوات الحرس الوطني خارج مناطق العمران".

في هذا الصدد، لفت الخبير الأمني إلى أن "الحرس الوطني لديه قوة خاصة لمكافحة الجماعات الإرهابية، والتي نفدت مجموعة العمليات الناجحة ضد الجماعات الإرهابية، ما يشير إلى عودة الروح إلى الجهاز الأمني".

 

كما أشاد فيصل الشريف بـ"التنسيق الميداني الكبير" الذي انطلق منذ سنتين بين الجيش الوطني والحرس الوطني وقوات الشرطة، وأوضح بأن "هذا التنسيق العملياتي ودور المهمات الاستخبارتية ظهرت نتائجه في دحر العمليات الإرهابية الأخيرة".

تسهيلات النهضة

من جانبه، قال المفكر التونسي يوسف صديق إنه "لأول مرة يعلن الإرهابيون أن هذا الفيديو الجديد المنسوب لداعش تم تسجيله في تونس".

وتابع: "أنا خائف على بلدي، وهذا ما كنت أخشاه منذ أن بدأت الانتفاضة التونسية (...) أعرف أن هناك خلايا كثيرة للإرهابيين، وهؤلاء تمتعوا بتسهيلات حركة النهضة، والتي ما زالت تغض الطرف عنهم إلى اليوم".

وأشار صديق، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إلى أن "تونس على مشارف انتخابات مهمة، وهناك أزمة اقتصادية خانقة وهذه هي فرصتهم لاستغلال الوضع".

المفكر يوسف صديق: الإرهابيون تمتعوا بتسهيلات حركة النهضة، والتي ما زالت تغض الطرف عنهم إلى اليوم

​​​وختم المفكر التونسي: "أنا خائف من عواقب تساهل بعض السياسيين في تونس، من إسلاميين وغير إسلاميين، مع الإرهاب فقد ظلوا يعتقدون أن هؤلاء المتطرفين سوف يتوبون أو يرتدعون عندما يجدون أن الأمن جدي في تعقبهم وفي مطاردتهم".

نفس الموقف عبر عنه الجامعي المختص في التنظيمات المتطرفة، عبيد الخليفي، والذي قال إن "هذه التنظيمات الإرهابية وجدت في فترة ما بعد الثورة نوعا من التهاون والتواطؤ من الإسلام السياسي".

عمليات من ليبيا

من جهة أخرى، أفاد الخليفي بأن "المتطرفين يدركون أن الوضع في تونس غير مستقر، وبالتالي هناك محاولة لاستغلال هذا السياق السياسي للقيام بعمليات إرهابية تنطلق من ليبيا".

وشدد المتحدث ذاته على أن هذا التهديد الجديد "يجب أن يؤخذ على محمل الجد بالنظر إلى أن أغلب التهديدات السابقة تبعتها عمليات إرهابية"، واستطرد "استهداف تونس الآن مرتبط بنجاح نسبي لثورتها ولانتقالها الديمقراطي".

​​ومنذ ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، شهدت تونس هجمات شنّها متطرفون متمركزون في جبال الشعانبي والمناطق القريبة منها في محافظة القصرين (غرب) وقتل خلالها عشرات من عناصر الأمن والجيش والمدنيين والسياح إضافة الى معارضين سياسيين بارزين.

ورغم تحسّن الوضع الأمني، لا تزال حال الطوارئ سارية في تونس منذ 24 نوفمبر 2015، حين قُتل 12 عنصرًا في الأمن الرئاسي وأصيب عشرون آخرون في هجوم انتحاري استهدف حافلتهم بوسط العاصمة وتبنّاه "داعش".

 

  • المصدر: أصوات مغاربية – أ ف ب

مواضيع ذات صلة