أكد المحامي والرئيس السابق للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، صالح دبوز، أنه سيواصل إضرابه عن الطعام إلى غاية استجابة السلطات القضائية لطلبه المتعلق بإعادة فتح ملف وفاة الناشط الأمازيغي كمال الدين فخار.
وكشف دبوز، في حوار مع "أصوات مغاربية"، أنه متابع الآن بأكثر من 15 تهمة وجهت إليه على خلفية كتاباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- دخل إضرابك عن الطعام يومه العاشر، هل من جديد في قضيتك؟
إضرابي يبقى متواصلا لحد الساعة ويدخل يومه العاشر كما جاء في سؤالك، كما أنني لست مستعدا للتوقف عنه حتى لو كلفني ذلك الموت.
أنا صاحب قضية عادلة ترفض الجهات القضائية الاعتراف بها رغم أن ذلك يتنافى بشكل كلي مع النصوص الدستورية والقانونية في البلاد.
متأسف لما يحدث في الجزائر، ففي الوقت الذي ترفض فيه العدالة النظر في شكوى قدمتها رسميا إلى مجلس قضاء غرداية بغرض فتح تحقيق في ملابسات وفاة الناشط كمال الدين فخار، بطلب من عائلته، أجدني متهما أمامها بأزيد من 15 تهمة.
أنا لست ضد مبادئ العدالة، ولكن أرفض أن تحرض بعض الجهات على توظيف القانون خدمة لمصالح فئة ضد فئة أخرى، فالمتقاضون سواسية أمام العدالة وليس العكس.
- وسائل إعلام أوردت خبر مثولك اليوم أمام قاضي التحقيق، هل الأمر صحيح؟
نعم هذا صحيح. اليوم توجهت إلى محكمة غرداية من أجل الإمضاء على محضر المثول أمام الهيئات القضائية كوني موجودا تحت طائلة الرقابة القضائية، فطلب قاضي التحقيق سماعي بخصوص الملف الذي أتابع به.
قبلت الطلب، لكن قاضي التحقيق رفض تدوين الأقوال التي أدليت بها، وهو الأمر الذي رفضته فقررت الانسحاب من مكتبه.
- وما هي الأقوال التي رفض قاضي التحقيق تدوينها في محضر السماع؟
أفضل عدم الكشف عن ذلك لمقتضيات سرية التحقيق. لكن عموما أستطيع القول بأن رفض أخذ الأقوال التي يدلي بها أي متهم هو إنكار صريح وواضح للعدالة وهو أمر مرفوض قانونيا.
- ما هي التهم التي يوجهها لك القضاء، وما طبيعة الملف التي تتابع بسببه؟
هو نفس الملف الذي كان متابعا به المناضل والحقوقي الراحل كمال الدين فخار.
العدالة فتحت ضدي تحقيقا على خلفية كتاباتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأشهر الماضي، والتي لا تحمل طبعا مواقف ترضي السلطات.
تخيل أن القضاء وجه لي أزيد من 15 تهمة حتى أنني نسيت بعضها لكثرتها وتعددها.
- وما هي أهم هذه التهم؟
يوجد مثلا التحريض على التجمهر المسلح وغير المسلح وإهانة موظف أثناء تأدية مهامه وتهم أخرى لا أعرف خلفياتها ولا الطبيعة التي تم على أساسها تكييفها ضدي.
- هل ما زلت مصرا على مواصلة إضرابك عن الطعام؟
نعم بالتأكيد، لقد دخلت اليوم العاشر من الإضراب وأعيش الآن على الماء والسكر فقط.
قرار إضرابي عن الطعام لا رجعة فيه إلى غاية الاستجابة لمطلبي المتعلق بإعادة فتح ملف ملابسات وظروف وفاة المناضل والناشط كمال الدين فخار.
مثلما أكدت لك، لقد سبق لي أن قدمت شكوى رسمية أمام مجلس قضاء غرداية الذي رفض الشكوى، بل رفض حتى تسليمي نسخة من هذا الملف.
لم يبق لي وسيلة أخرى لمقاومة هذا التجاوز في حق قضية عادلة سوى الإضراب عن الطعام.
المصدر: أصوات مغاربية