يعبئ نشطاء مغاربة وجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام من أجل تنظيم "مسيرة الشعب لفتح الحدود" المغربية الجزائرية المغلقة منذ عام 1994.
ووفق فاعلين من البلدين فإنه من المتوقع أن تنطلق "مسيرة فتح الحدود" في المغرب من مدينة وجدة في اتجاه السعيدية، وفي الجزائر من مدينة مغنية في اتجاه مدينة مرسى بن مهيدي، وذلك يوم الأحد 21 يوليو القادم.
وأفاد نداء عممه مشاركون في هذه التظاهرات على فيسبوك بأنه "حان الوقت لتعبر الشعوب عن أنها تريد فتح الحدود (...) الشعب هو من يصنع التاريخ"، وأرفق هؤلاء نداءهم بوسوم "خلي الحدود تفتح، واتحاد مغاربي من أجل غد أفضل، واليد في اليد لفتح الحدود".
"افتحوا الحدود"
في هذا الصدد، قال الحقوقي المغربي وأحد المشاركين في التعبئة للمسيرة، حسن عماري، إن هذه المبادرة "ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة".
وأوضح عماري، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، بأن "المشاركين من الجزائر والمغرب سيعملون كل ما في وسعهم لكي تنجح التظاهرة فقد حان الوقت ليتغير الوضع القائم".
وقال المتحدث إن "المشاركين المغاربة سوف يجتمعون وسط مدينة وجدة، وبعد ذلك سينطلقون بالسيارات إلى مدينة السعيدية، وهناك سنرفع شعارا واحدا: افتحوا الحدود".
وسبق للعديد من المغاربة والجزائريين أن نظموا مسيرات ووقفات متفرقة للمطالبة بفتح الحدود البرية المغربية الجزائرية "إلا أن هذه التظاهرة الجديدة يتوقع أن تكون الأكبر، بالنظر لارتباطها بالفرحة والتلاحم الذي عبر عنه الشعبين مع كل فوز للمنتخب الجزائري والمغربي خلال مباريات كأس أفريقيا للأمم"، وفق عماري.
وكان مواطنون من البلدين قد تجمعوا على الحدود للتعبير عن فرحهم بتأهل "محاربي الصحراء" لنهائي "الكان"، كما أقدم جزائريان على عبور الحواجز الحدودية يوم الجمعة 12 يوليو لمشاركة المغاربة فرحتهم بتأهل المنتخب الجزائري إلى نصف نهائي كأس أفريقيا.
في هذا الصدد، لفت الحقوقي المغربي إلى أن "الحماسة التي خلقتها مباريات الكان بين الشعبين أعطتنا نفسا جديدا، وزادت من حدة مطلب فتح الحدود".
صرخة جزائرية
نفس الموقف عبر عنه الصحافي الجزائري وأحد المساندين للمبادرة، شهر الدين برياح، والذي قال إن كأس أفريقيا للأمم "كانت وسيلة ليعبر الشعبان بكل حرية وشجاعة وعفوية عن مطلب فتح الحدود".
وأضاف برياح، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، أن "هناك اهتماما كبيرا بالمسيرة في مدينة مغنية، وأتمنى أن تصادف التظاهرة الاحتفالات المنتظرة فوز الجزائر بنهائي كأس أفريقيا".
وذكر برياح بأن مبادرة مماثلة كانت قد نظمت يوم 27 يونيو الماضي، إذ وقف نشطاء من البلدين على أطراف الحواجز الحدودية وطالبوا بـ"فتح الحدود البرية بين المغرب والجزائر".
وتابع المتحدث ذاته "هذه صرخة يجب أن يسمعها النظام الجديد في الجزائر، لأن هناك أكثر من 10 آلاف عائلة في الغرب الجزائر تعاني شرخا إنسانيا وفرقة مريرة عن عائلاتها بسبب الحدود المغلقة".
وتساءل الصحافي شهر الدين برياح مستنكرا: "لماذا تجبر هذه العائلات على المرور بمطار وهران ثم مطار الدار البيضاء وبعد ذلك تسافر أكثر من 6 ساعات إلى وجدة لزيارة أقربائها هناك، في وقت أن المسافة البرية بين مدينة مرسى بن مهيدي في الجزائر ومدينة السعيدية في المغرب لا تتجاوز 10 دقائق على الأكثر؟".
وختم المتحدث ذاته: "أكررها هذه صرخة للنظام الجزائري الجديد من ساكنة الغرب الجزائري وأتمنى أن يسمعها (...) حان الوقت لفتح الحدود وسنستمر في المسيرات إلى أن يتحقق ذلك".
يذكر أن الحدود البرية بين المغرب والجزائر الممتدة على طول 1500 كيلومتر، مغلقة منذ 1994. في المقابل، يرتبط الشعبان بأواصر متينة على المستوى الثقافي، ويتحدثان تقريبا اللغة العامية نفسها، كما تتشابه الأمازيغية المتداولة في البلدين.
- المصدر: أصوات مغاربية