بعد يومين من الإعلان عن تشكيلة لجنة الحوار، نزل إسماعيل لالماس، أحد أعضاء اللجنة، يوم أمس الجمعة إلى الميدان وشارك في مسيرات الحراك.
وخلال المسيرة دار حوار بينه وبين المشاركين في مسيرة العاصمة الجزائرية حول أسباب قبوله الانضمام إلى لجنة الحوار وقبوله دعوة بن صالح بعدما كان يرفضها.
وسط أحد شوارع العاصمة، ظهر الخبير الاقتصالدي إسماعيل لالماس وسط مجموعة من المواطنين، يتبادلون نقاشا حول لجنة الحوار، وبادره أحدهم قائلا: "لماذا ذهبت إلى الحوار مع بن صالح ومع أولئك الأشخاص؟ لماذا لم يكن معك بوشاشي؟"، وردّ لالماس "كريم يونس كان رئيس المجلس الشعبي الوطني واستقال".
وأضاف: "نحن ذهبنا لنبلّغ مطالب الحراك لبن صالح. أنا ضد الحوار مع السلطة. ربما استعملونا.. ولكن ذهبنا لنبلغه الشروط وهي إطلاق سراح المعتقلين ورحيل الحكومة، وإن لم يقبلوا شروطنا فلا حوار مع العصابة، وسأستقيل من اللجنة".
وقاطعه بعضهم قائلا: "ما كان عليكم أن تذهبوا"، بينما أجاب لالماس: "ما أقوم به هو عمل تطوّعي والحوار لا بد أن يسير مع الحراك"، وفي اللحظة نفسها قاطعه أحدهم قائلا: "قايد صالح وعد الشعب بتطبيق المادتين 7 و8 ولم ينفذ وعده، ونحن نريد دولة مدنية وليست عسكرية".
وكثر المتدخّلون حتى لم يعج أحد يسمع لالماس، وبعد دعوات للهدوء قال لالماس: "أنا رفضت الحوار مع حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي"، وقاطعه رجل قائلا: "ما دمت ذهبت إلى بن صالح فهذه خيانة. بن صالح خائن. لقد كان مع بوتفليقة!".
وردّ لالماس: "يا شيخ، الفريق الوطني استقبل بن صالح وكرّمه بن صالح في الرئاسة فهل الفريق الوطني خائن؟ مفاوضات إيفيان مع الاستعمار الفرنسي التي حضرها المقاومون هل تعني بأن المقاومين خانوا ثورة التحرير؟!".
واسترسل المتحدث: "لالماس الأمس هو نفسه لالماس اليوم، وإلا لم أكن لآتي هنا اليوم. لكن لا بد من حلول، والحوار سيكون معنا وليس مع السلطة. نريد تقريب وجهات النظر حتى نخرج من الأزمة، ومن لديه مقترح أو حل فمرحبا به. هذه اللجنة ترافق الحراك ولا تمثله ولم أقل ليتوقف الحراك وقوتنا منكم وبكم".
ثم قال: "لقد كنت إنسانا جيدا بالأمس عندما كنت معكم لكن اليوم صار الناس ينظرون لي بنظرة مختلفة. لو كنت أحب مصلحتي الشخصية لما ذهبت. أنا لا أنام منذ أربعة أيام بسبب ردود فعل الناس وبعضهم لم يفهم ما يحدث".
وفي نهاية الحديث خاطب لالماس المحيطين به: "أنا من الذين يقولون لا حوار مع السلطة والعصابة، وهذا الحوار بيننا نحن الحراكيون والشخصيات والأحزاب والطلبة والنقابيين حتى نتوافق.. ذهبت إلى بن صالح لأنتزع منه الصلاحيات وأعطيها للجنة حتى تكون قراراتها ملزمة.. ذهبت لأقول له لا بد أن تذهب الحكومة والمساجين لا بد أن يخرجوا من السجون.. فنرجوكم لا تشكّكوا في ذمتنا".
المصدر: أصوات مغاربية