حمزة نمرة، مغني مصري اشتهر بتأديته لأغاني تراثية من بلدان مختلفة، من بينها أغانٍ مشهورة بالمغرب، باللغة العربية والأمازيغية أيضا.
في هذا الحوار مع "أصوات مغاربية"، يجيب نمرة سر اختياره إعادة غناء أغان مغربية، ويفصح عن الأسلوب الذي يختاره لتجديدها.
نص الحوار:
ما الذي دفعك إلى الاشتغال على إعادة إنتاج أغانٍ مغربية بطريقة جديدة؟
التراث الغنائي المغربي غني وعريق ومتنوع، واشتغالي عليه يأتي من خلال برنامج "ريمكس" الذي يهدف إلى تجديد أغانٍ تراثية بالعديد من البلدان.
غالبا ما أعتمد الأغاني التي أرى أنه ممكن أن يُعاد إنتاجها بطريقة جديدة وتوزيع موسيقي مختلف.
طبعا، أنا اشتغلت على بعض الأغاني المغربية، لكن لن أتوقف هنا بل سأشتغل على أغانٍ أخرى، مثل تلك التي تميز منطقة الشمال المغربي، فقط أنتظر أن تكتمل لدي فكرة أو طريقة التوزيع الجديد سواء لهذا النوع الموسيقي أو أنواع موسيقية مغربية أخرى.
إلى أي مدى ترى أنك توفقت في تجديد التراث الغنائي المغربي من خلال الأغاني التي اشتغلت عليها؟
المهم بالنسبة لي ليس هو تقييم النتيجة إذا ما كانت جيدة أو سيئة، بل أن نجدد الأغاني القديمة ونتعرف على الإرث الموسيقي لكل بلد.
هناك من يعتبر أن هذا التجديد قد يؤدي إلى تشويه الأغنية الأصلية؟
عندما بدأت برنامج "ريمكس" كنت أتوقع هذا النوع من ردود الفعل التي ستقول إنني لم أتوفق أو خرّبت الأغنية الأصلية.
لكن هذا كان تحديا بالنسبة لي، إما أن أدخله وأبدأ التجربة وإما أخاف وأعود إلى الوراء. لكن الأكيد أنني متفهم لهذا النوع من التعليقات والردود، وفي الأخير تبقى تجربة لدمج أغنية قديمة مع توزيع موسيقي جديد.
حاولت إعادة توزيع أغنية "إناس إناس" الأمازيغية المعروفة للمغني الراحل رويشة، هل كان من السهل عليك التعامل مع هذه الأغنية خاصة أنك لا تتحدث الأمازيغية ولا تفهمها؟
لي أصدقاء أمازيغ بمصر وأعتقد أن اللهجة متقاربة، أنا فعلا لا أتحدث الأمازيغية ولا أفهمها، لكن عندما ذهبت لبيت الفنان رويشة بمدينة خنيفرة (وسط المغرب) أعاد ابنه عزفها أمامي في العديد من المرات، وكررت ترديدها أكثر من 50 مرة إلى أن حفظتها تقريبا.
هذا ما ساعدني في محاولتي لإتقان الأغنية.
ولآخر اللحظات قبل إعادة إنتاج الأغنية لم أكن أعرف هل فعلا كنت أغنيها بطريقة صحيحة أم لا، لأنه لم يكن معي مثلا شخص يمكن أن يسمعني أغنيها أو يصحح لي كلماتها.
ألم يكن ذلك نوعا من المخاطرة؟
بعد هذه التجربة التي كانت الحلقة الأولى في البرنامج، كنت أود تجديد أغنية كردية، وهنا بدأت أحرص على أن يكون معي شخص من نفس البلد أبعث له بالأغنية قبل إصدارها.
بنفس الطريقة تعاملت مع باقي الأغاني المغربية التي أعدت انتاجها؟
صحيح، فالعيطة مثلا كنت أسجلها وأبعثها لشخص بالمغرب يعيد سماعها تم يصحح طريقة نطق الكلمات تم أعيد غناءها من جديد إلى أن تم إصدار النسخة النهائية.
ألا تخشى أن ينحصر مسارك الفني في البحث عن تجديد أغانٍ ليست لك؟
لا، هذا يدخل في إطار تجربة فقط وتحدٍ من أجل تجديد تراث غنائي بلهجات مختلفة، لكن هذا لا يعني أن لا أشتغل على أعمال تخصني أسعى لتكون أقوى من سابقاتها.
المصدر: أصوات مغاربية