أعلن المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني الأربعاء استدعاء المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية لما ورد في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي والتي وصفها بـ"المغالطات" .
في المقابل، نفى سلامة أن يكون منحازا لجهة معينة خلال إحاطته التي أدلى بها أمام مجلس الأمن.
خلاف متصاعد
واتهم سلامة في إحاطته يوم الإثنين الماضي الأطراف الليبية على الأرض بـ"وجود إرهابيين في طرفي النزاع واستخدام مطار معيتيقة الدولي في أغراض عسكرية واستخدام مرتزقة في صفوف القوتين والاعتداء على المهاجرين وعلى المرافق المدنية والمستشفيات الميدانية من قبل المتصارعين في طرابلس".
واعترضت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق ورئاسة الأركان بالجيش الليبي في طرابلس على إحاطة سلامة، إذ طالبت رئاسة الأركان سلامة بـ"تقديم قائمة المتطرفين الذين يقاتلون في صفوف قوات حكومة الوفاق التي تدافع عن الشرعية الليبية والدولية وعن العاصمة وسكانها".
وقالت رئاسة الأركان: "إن لم يقدم سلامة قوائم المتطرفين والإرهابيين وفق تصنيف الأمم المتحدة فإن رئاسة الأركان تعتبر الإحاطة محاولة لتشويه الجيش الليبي وحكومة الوفاق والشعب الليبي وستتم ملاحقة سلامة قانونيا على ذلك".
من جهته، أعلن المجلس الأعلى للدولة تدارس رئاسة المجلس مع رؤساء اللجان الدائمة إحاطة سلامة وإعداد مذكرة للرد عليها بشكل رسمي وتسليمها لاحقا إلى الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء بمجلس الأمن وتوضيح المغالطات في الإحاطة التي تثير شكوكا في حياديتها.
وبخصوص إحاطته أمام مجلس الأمن التي أغضبت حكومة الوفاق، قال سلامة إنه "تم تشكيل فريق خاص بحادثة تاجوراء، وسيعلنون نوع الطائرة التي قصفت مركز إيواء اللاجئين ونوع القنبلة والإحداثيات الموجودة لدى الأطراف وتفاصيل ما حدث أثناء محاولات فرار اللاجئين".
ودافع سلامة عن نفسه ضد التهم الموجهة إليه بخصوص الانحياز إلى الإمارات، لعمله في أكاديمية بأبو ظبي، وفرنسا التي يحمل جنسيتها، قائلا: "أنفي هذا الكلام. يعلم الأمين العام للأمم المتحدة الرجل الذي أرسله إلى ليبيا، ويعرف أيضا نزاهته".
وشدد سلامة على دعوة كل الأطراف إلى "هدنة إنسانية" بمناسبة عيد الأضحى "ليستمتع الليبيون بالعيد ويزورون منازلهم المهدمة"، وفق قوله.
بين رفض الإحاطة وقبولها
ويصف عضو المجلس الأعلى للدولة ورئيس لجنة الأمن، بالقاسم دبرز، إحاطة بالمخيبة، قائلا إنه "ساوى فيها بين المعتدي والمعتدى عليه"، مشيرا إلى أن تصريحاته بوجود مرتزقة أو إرهابيين في طرفي النزاع بجانب حكومة الوفاق "تفتقر إلى المصداقية".
ويشير دبرز إلى وجود شراكة دولية بين قوات حكومة الوفاق والقوات الأميركية في إفريقيا "الأفريكوم" بشأن مكافحة الإرهاب، مما ينفي من وجهة نظره ما ورد في إحاطة سلامة عن وجود إرهابيين في صفوف قوات الوفاق.
ويضيف دبرز في تصريحه لـ"أصوات مغاربية" قائلا: "سلامة يعلم جيدا أن قوات حكومة الوفاق هي من قامت بتحرير ليبيا من الإرهابيين في عملية البنيان المرصوص التي تشارك الآن في الدفاع عن الشرعية والحكومة وعن العاصمة وسكانها من المعتدين".
ورغم أن عضو مجلس النواب، علي القايدي، اعتبر أن المبعوث الأممي "يكيل بمكالين"، إلا أنه أكد أن إحاطته "أوضحت جزءا من الحقائق المهمة في طرابلس".
ويؤكد القايدي أن احتجاجات السلطات في طرابلس تأتي "بعد ذكر سلامة حقيقة ما يجري في طرابلس بكل شفافية وواقعية".
ويتابع القايدي في تصريحه لـ"أصوات مغاربية" قائلا: "سلامة تحدث عن نقاط مهمة بينها عدم وجود دولة في طرابلس، وأن السلاح خارج نطاق الدولة إضافة إلى استخدام مطار مدني لأغراض عسكرية".
رأي آخر
في المقابل، يرى المحلل السياسي، السنوسي الشريف، أن إحاطة المبعوث الأممي غسان سلامة "متوازنة ومحايدة بشكل عام تبحث في المساحات المشتركة للدول الكبرى".
ويردف الشريف في تصريحه لـ"أصوات مغاربية" قائلا: "ركز سلامة في إحاطته على ما يمكن تنفيذه واقعيا وهي الهدنة الإنسانية في عيد الأضحى لتعزيز الثقة في إمكانية توفير تهدئة تصلح مقدمة لإيقاف الحرب والعودة إلى العملية السياسية".
ويوضح الشريف أن المبعوث الأممي "يبحث عن حلول سياسية مناسبة للأزمة الليبية المعقدة بسبب التدخلات الدولية تغذيها حالة الانقسام والتشظي داخليا".
المصدر: أصوات مغاربية