بعد الانتقادات الشديدة التي وُجهت إليها بسبب تصريحها لوكالة أنباء أجنبية بعدم وجود معتقلين سياسيين في المغرب، خرجت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، الخميس، بمقال مطول تحت عنوان "طلقوا الدراري" الشعار الذي يرفعه العديد من المطالبين بإطلاق سراح معتقلي "حراك الريف".
وانطلقت بوعياش ضمن المقال الذي توصلت "أصوات مغاربية" بنسخة منه، بتقديم عدة تعريفات لمفهوم "المعتقل السياسي"" بعدما أكدت أنه "لا يوجد تعريف متفق عليه" لذلك المصطلح.
ولفتت إلى أن المجلس قد حرص على ملاحظة وتتبع المظاهرات والاحتجاجات التي نظمت في إطار أحداث الحسيمة وجرادة لعدة أسابيع، وتبعا لذلك قالت إنه "لو كان الشباب الذين تم اعتقالهم على خلفية هذه الأحداث يستوفون معايير توصيف المعتقل السياسي، لكانت محددات عمل المجلس أوضح، بل لكان عمله أيسر، ولكانت رئيسته لتدعو دون تردد وبوضوح للإفراج الفوري عن المعتقلين وتعويضهم، وليس السعي للعفو عنهم" بحسب تعبيرها.
وتتابع رئيسة "CNDH" متسائلة "كيف يمكن إذن توصيف هؤلاء الشباب إذا لم يكونوا "معتقلين سياسيين"؟ لتردف مجيبة "شخصيا أقول إنهم ضحايا تدبير متعثر تشوبه أوجه قصور كثيرة، ولم يستطع ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين كما لم يتمكن من أن يضمن لهم عيشا كريما والاستجابة لمطالبهم المشروعة".
وتستحضر بوعياش لقاءاتها بعائلات المعتقلين وهي تقول "لم يخل لقاء من لقاءاتي العديدة مع عائلات المعتقلين من مطلب أساسي سمعته من أفواه كل أم وكل أب وكل أخت وكل زوجة: "طلقوا الدراري" (أطلقوا سراح الشباب)!"، مضيفة أن "الظروف الاستثنائية والمأساوية للأحداث التي أدت إلى اعتقال هؤلاء الشباب والظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها الأسر، حشدت وراءهم الأمة بأكملها".

وتبعا لذلك، أكدت المتحدثة أن المجلس "سيواصل دعمهم بنفس النهج القائم على الاستماع والتعبير عن التعاطف وإظهار التقدير والاعتبار، وبنفس الصرامة والالتزام بالقيام بالواجب والتفاني".
المصدر: أصوات مغاربية