أول أمس الإثنين، الذي وافق عيد الأضحى في المغرب، قام أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي الذي يوصف بقائد حراك الريف، برفع أعلام سوداء فوق سطح منزله، تعبيرا عن الحزن الذي يرافقهم في هذه المناسبة.
فهذه هي السنة الثالثة التي تقضيها عائلة الزفزافي بدون ابنها المعتقل، وهو عيد الأضحى الثالث أيضا الذي قضته العائلة في ظل غياب ابنها.
الزفزافي الأب يؤكد أن أسرة قائد حراك الريف "لم تعد تحتفل بالعيد ولا أية مناسبة"، كما "لم يعد الفرح يجد طريقا نحو قلوبهم منذ اعتقال ابنهم المحكوم بعشرين سنة"، وفق قوله في حواره مع "أصوات مغاربية".
إليكم نص المقابلة:
احتفل المغاربة أول أمس الإثنين بعيد الأضحى، كيف قضت عائلة الزفزافي هذه المناسبة التي تعد الثالثة بدون ابنها؟
أنا لا أستطيع حتى أن أتصور كيفية قضاء مناسبات مثل الأعياد والأفراح في غياب ابني. ابني المحكوم بعشرين سنة ظلما، وأُسطّر على كلمة ظلما، لأنه لم تثبت عليه أية تهمة ولا على أي من المعتقلين.
الإنسان حين يشعر بالظلم يعيش أياما حالكة، وهناك مقولة تقول "إذا غاب العدل عم الظلام"، ونحن نعيش الظلام، ليس في المناسبات فقط إنما في سائر أيام السنة.
كيف تعيشون الأيام التي تسبق مثل هذه المناسبات، والتي عادة ما تشهد العفو عن عدد من المعتقلين؟ هل يساروكم أمل في خروج ناصر الزفزافي من السجن؟
بالنسبة لعائلة الزفزافي فإنه لم يسبق لهم أبدا أن اعتقدوا أو انتظروا أو كان لديهم أمل في أن يتم إطلاق سراح ابنهم، أما بالنسبة لباقي العائلات فكان الله في عونها.
شخصيا، أقول دائما أنا لا أعيش على الوهم، لذلك لا أنتظر شيئا اللهم إذا حدثت معجزة، وإن كان عهد المعجزات والخوارق قد ولى منذ زمن.
وابني بنفسه مقتنع بذلك ويقول لنا دائما أنا محكوم بعشرين سنة فلا تعيشوا على الأوهام.
تقصد أن ناصر الزفزافي فاقد لأي أمل في أن يطلق سراحه قبل 20 سنة؟
نعم، ولذلك هو يحثنا دائما على ألاّ نتشبث بالوهم.
كيف هي معنوياته في ظل غياب ذلك الأمل كما تقول؟
معنوياته عالية جدا، وهو يقول إنه ليس لديه ما يخسره، كما يقول إنه يساير الزمن حتى يمر.
مؤخرا أثار تصريح لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان نفت فيه أن يكون السجناء على خلفية أحداث الحسيمة معتقلون سياسيون، جدلا واسعا، كيف تلقيتم ذلك التصريح؟
المجلس الوطني لحقوق الإنسان عبارة عن مؤسسة دستورية، وذلك معناه أنها مؤسسة مخزنية، فكيف يعقل إذن أن ننتظر من المخزن أن يقول إن لديه معتقلين سياسيين؟
رئيسة المجلس تتكلم باسم المخزن، وبالتالي لن أنتظر منها أن تقول شيئا لصالح المعتقلين أو لصالح الحراك، ولكن وحتى لا يقال عنا إننا عدميون التقينا بها وسنلتقي بها.
من جهة أخرى، تصريح رئيسة المجلس قد كان بمثابة قيمة مضافة لما قاله المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان الذي ألبس التهمة لناصر الزفزافي ووصف نشطاء الحراك بالهدر المدرسي وبأنهم مجموعة من النجارين.. كان الله في عونه لأنه لا يعلم ويتكلم بلسان الآخرين.
ما الذي تتمنونه في هذه المناسبة؟
نتمنى الصحة والمعنويات العالية لمعتقلينا ولعائلاتهم لأن العائلات، وهنا لا أتكلم عن نفسي، لأنني أفهم هذه الدولة، ولكن للأسف هناك عائلات، خاصة من النساء العجائز والمريضات اللائي ما زلن ينتظرن.
وأنا أتساءل دوما ما ذنب هؤلاء النساء اللائي اعتُقل واختُطف أبناؤهن لا لسبب سوى لأنهم حاربوا الفساد وقالوا للدولة هؤلاء هم المفسدون.
المصدر: أصوات مغاربية