أثارت اتهامات المؤسسة الوطنية للنفط بشأن فشل شركات توزيع الوقود في ليبيا في معاجلة أزمة الوقود ردود فعل مختلفة من قبل هذه الشركات، التي ردت على هذه الاتهامات.
وتشهد محطات الوقود في غرب ليبيا ازدحاما كبيرا منذ بدء الاشتباكات المسلحة جنوب العاصمة طرابلس، رغم توفر الوقود بكميات كبيرة في مستودعات شركة البريقة لتسويق النفط التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط.
وفي جنوب ليبيا يعاني المواطنون من عدم توفر الوقود بشتى أنواعه بسبب تهريبه إلى دول حدودية قبل وصوله إلى محطات الوقود بالمدن الجنوبية.
وقد وصل سعر لتر البنزين في مناطق بجنوب ليبيا حوالي 2.15 دينار ليبي (0.55 دولار) في حين أن سعره الرسمي هو 0.15 قرش باعتبار أنه مدعوم من الدولة الليبية.
وحملت المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة لتسويق النفط المسؤولية لشركات التوزيع، بعد الفشل في استلام الكميات المخصصة من الوقود وتوزيعها على محطات الوقود في غرب وجنوب ليبيا.
وأوضحت المؤسسة الوطنية أنها قامت برصد ما يقارب 15 مليون لتر لتغطية حاجة طرابلس الكبرى خلال عطلة العيد الأضحى، إلا أن شركات التوزيع استلمت ستة ملايين لتر فقط من الوقود.
التزام بالتوزيع
وأكدت شركة الشرارة الذهبية للخدمات النفطية، إحدى شركات توزيع الوقود، في بيان لها التزامها بسحب مخصصاتها اليومية من الوقود وتوزيعه وتمكين المحطات من العمل بالشكل المطلوب وتقديم الخدمات للمواطنين.
وعددت الشركة عراقيل بينها عجز شركة البريقة عن توفير الوقود بكميات كافية لسد احتياجات المحطات، خاصة بالعاصمة طرابلس التي تشهد موجة نزوح كبيرة بسبب الاشتباكات جنوب طرابلس، إضافة إلى المناطق الجبلية والغربية التي تتحكم بها شركة البريقة لتسويق النفط.
وأضاف البيان أنه "بعد انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وصلت إلى 20 ساعة متواصلة، وفرت شركة الشرارة مولدات تم توزيعها على المحطات بدون مقابل، إضافة إلى عدم وجود حماية أمنية في بعض محطات التوزيع عند حدوث أزمات وعدم الاستقرار في إمدادات الوقود من شركة البريقة".
وطالبت شركة الشرارة باعتذار رسمي من رئيس المؤسسة الوطنية للنفط ومدير شركة البريقة لتسويق النفط مؤكدة أن للشركة الحق في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية للحفاظ على حقوقها.
انخفاض كمية الوقود
ورفض الخبير في مجال تسويق النفط ميلاد الهجرسي تحميل شركات توزيع الوقود المسؤولية عن أزمة الوقود في محطات غرب وجنوب ليبيا.
وقال الهجرسي في تصريح لـ"أصوات مغاربية "، إن "مهمة شركات التوزيع هو توزيع الوقود فقط وليس توريد الوقود وتحديد كميات التوزيع التي تعد وظيفة رئيسية لشركة البريقة لتسويق النفط".
وأكد الهجرسي أن "المشكلة تكمن في شركة البريقة لتسويق النفط التي وضعت كميات محددة من الوقود يوميا وبينها وقود الديزل غير المتوفر مطلقا في طرابلس ولم تراع زيادة النسبة السكانية في طرابلس وحالة النزوح إلى العاصمة التي تستوعب الآن أكثر من 2 مليون نسمة".
وأوضح الهجرسي بأن هناك "محطات استراتيجية تسع كميات احتياطية كبيرة من الوقود مثل محطات زاوية الدهماني وأبوستة وقرقاش بطرابلس، تحمل الواحدة منها أكثر من 200 ألف لتر ولديها أكثر من 18 مضخة وقود تزودها شركة البريقة الآن بطلبية واحدة بحوالي 80 ألف لتر فقط يوميا وهي بإمكانها استيعاب ثلاثة طلبيات يوميا".
ويرى الهجرسي أن على شركة البريقة لتسويق النفط زيادة الوقود في المحطات وافتتاح أكثر من 15 محطة وقود ليلا، كي يستفيد منها سكان العاصمة لقربها، وامتصاص ازدحام المواطنين ليلا، إضافة إلى توفير الإمدادات لمناطق طوق العاصمة مثل القره بوللي وجنزور.
المصدر: أصوات مغاربية