طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الحكومة المؤقتة في الشرق الليبي بـ"بذل جميع الجهود الممكنة لضمان عودة آمنة للنائبة في مجلس النواب سهام سرقيوة"، التي اختطفت من منزها في بنغازي في 17 يوليو الماضي.
وأضافت "هيومن رايتس ووتش" بأن "اختطاف سرقيوة والعنف الذي سُلّط على أسرتها، وكذلك حرق منزلها، هو جزء من نمط موثق جيدا من أعمال العنف والانتقام والترهيب التي تمارسها جماعات مسلحة مرتبطة بالجيش الوطني الليبي في بنغازي، وسط إفلات تام من العقاب."
ولفتت المنظمة في بلاغ لها إلى أن النائبة سرقيوة "لطالما جاهرت بمعارضتها للهجوم العسكري المستمر" الذي يقوده خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.
وذكّرت بمقابلة تلفزيونية للنائبة في الليلة السابقة للاختطاف، والتي عبرت فيها أيضا عن "معارضتها للنزاع المسلح المستمر في طرابلس، ومساندتها لحكومة وحدة في ليبيا، (كما) نددت بالمتطرفين على جانبَي النزاع".
ليلة الاختطاف
من جهة أخرى، كشف المنظمة الحقوقية أنها تواصلت مع أقارب لسرقيوة في الولايات المتحدة الأميركية وأشخاص من بنغازي كانوا قريبين من منزل عائلتها أثناء الهجوم، وشهدوا على ما وقع.
وقال اثنان من السكان، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم خشية الانتقام، إن "عشرات سيارات الدفع الرباعي بيضاء اللون، التي عادة ما تستخدمها الجماعات المسلحة في بنغازي، جاءت إلى المكان حوالي الساعة 2 فجر 17 يوليو، وأغلقت الحي بأكمله".
أين سهام سرقيوة؟ينبغي لـ "الحكومة المؤقتة" في شرق #ليبيا ضمان سلامة البرلمانية والحقوقية والعمل على تحريرها فوراhttps://t.co/29sPB5I89w pic.twitter.com/2QEmktnjuF
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) August 16, 2019
وأفاد أقارب لسرقيوة يقيمون في الولايات المتحدة إن بعض السيارات المستخدمة "كانت لجماعة مرتبطة بالجيش الوطني الليبي تُسمى الكتيبة 106". كما أشار أحد السكان إلى أن "إحدى السيارات كانت زرقاء وحمراء، وهي من النوع الذي تستخدمه الشرطة العسكرية في الشرق الليبي".
وذكر أحد السكان بأن المهاجمين "كتبوا عبارات (الجيش خط أحمر) و(أولياء الدم) باللون الأسود عند مدخل المنزل". وقالت المنظمة الحقوقية إن "العبارة الأخيرة هي إشارة إلى جماعة مسلحة مرتبطة بالجيش الوطني الليبي متورطة في انتهاكات لحقوق الإنسان في الشرق، وتتكون في جزء كبير منها من أقارب أشخاص قتلوا على يد إرهابيين مزعومين".
الداخلية: إنه عمل إرهابي
يذكر أن وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة الموازية في شرق ليبيا، إبراهيم بوشناف، كان قد أكد أن عملية اختطاف النائبة سهام سرقيوة "حادثة إرهابية قامت بها مجموعة متشددة قد تكون تسللت إلى بنغازي".
وأوضح بوشناف للصحافيين في زيارة تفقدية لنقاط الأمن ببنغازي أن قوات الشرطة والدفاع المدني اتجهت إلى منزل النائبة ببنغازي ليلة الاختطاف، لافتا إلى تعرض قوات الأمن لمقاومة مسلحة ما دعاهم إلى الانسحاب وإعادة ترتيب صفوفهم والعودة مجددا.
في المقابل، قال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، إريك غولدستين، إن "توجيه الاتهام في اختطاف عضوة حالية في مجلس النواب إلى إرهابيين مجهولين لن يساعد في تحديد مكانها. ينبغي للسلطات فعل كل شيء لتحديد هوية الخاطفين ومكان سرقيوة، وضمان حماية أسرتها".
- المصدر: أصوات مغاربية