أعلن الديوان الملكي الأردني، الأربعاء، وفاة الملكة دينا عبد الحميد، الزوجة الأولى للملك الراحل حسين بن طلال، وشُيّع جثمانها في المقابر الملكية، بحضور الملك عبد الله الثاني والأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
ونعى الجزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي الملكة الراحلة، فما علاقة هذه الملكة بالجزائر؟
جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد يشاركان في تشييع جثمان سمو الأميرة دينا عبدالحميد إلى مثواها الأخير في المقابر الملكية #الأردن pic.twitter.com/dvqiQjBuYO
— RHC (@RHCJO) 21 août 2019
في سنة 1955، أي بعد أقل من سنة على انطلاق الثورة التحريرية، رست في ميناء الناظور بالمغرب سفينة صغيرة تحمل اسم "دينا".
كانت هذه السفينة المحمّلة بالأسلحة خلال الثورة الجزائرية سنة 1954، لصاحبتها الأميرة المصرية دينا قبل أن تصبح زوجة عاهل الأردن الملك حسين، وحملت "دينا" شحنة كبيرة من الأسلحة تمثلت في 300 بندقية و30 مسدسا رشاشا و100 بندقية رشاشة وذخيرة متنوعة.
يقتضي منّا العرفان رفع خالص الامتنان لروح الملكة الراحلة دينا عبد الحميد زوجة الملك حسين التي وافقت على وضع يختها الخاص تحت تصرف الثورة الجزائرية ونقل أول شحنة سلاح معتبرة من الإسكندرية إلى الناظور المغربية، مما أعطى دفعا قويا للثورة. نرجو تكريم هذه الملكة النبيلة بوسام يليق بها. pic.twitter.com/RCTabHuVnY
— azzedine mihoubi RND (@azzedinemihoub3) 21 août 2019
انطلقت السفينة من ميناء بورسعيد في مصر ودامت رحلتها 3 أسابيع، أفلتت خلالها من البحرية الاستعمارية الفرنسية وحلفائها من الدول الأوروبية ومن أمواج البحر الغاضبة أيضا، وتم إنزال الشحنة بنجاح دون أن تتفطن السلطات الاستعمارية، أما مصير "دينا" فكان الإغراق في عرض البحر، حتى يطمس الثوّار معالم القضية.
وكان أبرز المتفاعلين مع خبر رحيل الملكة دينا وزير الثقافة السابق عزالدين ميهوبي، الذي غرّد على حسابه في تويتر "يقتضي منّا العرفان رفع خالص الامتنان لروح الملكة الراحلة دينا عبد الحميد زوجة الملك حسين، التي وافقت على وضع يختها الخاص تحت تصرف الثورة الجزائرية ونقل أول شحنة سلاح معتبرة من الإسكندرية إلى الناظور المغربية، مما أعطى دفعا قويا للثورة. نرجو تكريم هذه الملكة النبيلة بوسام يليق بها".
وكتب السعدي ناصر الدين على حسابه في فيسبوك "الملكة دينا هي صاحبة اليخت الذي نقل أول شحنة أسلحة من مصر إلى الثورة الجزائرية في مارس 1955 وعلى متنه سبعة من خيرة شباب الجزائر غامروا والتحقوا بالثورة: بوخروبة محمد (هواري بومدين)، عرفاوي محمد ، البخاري علي، عبد العزيز مشري، عبد الرحمن محمد، حسين محمد وشنوط أحمد".
وأضاف "اليخت أهداه الملك حسين للأميرة قبيل زواجهما في 18 أبريل من العام نفسه وصار وسيلة نقل سلاح للثوار. شلالات من النور والرحمة والسلام على روح الملكة دينا الطيبة.. وعلى أرواح بومدين ورفاقه وكل من قدّموا مساعدة للجزائر خلال ثورتها المجيدة".
وعلى حسابها في تويتر، غردت المحامية هدى عنصر "وفاة الملكة دينا زوجة الملك الراحل الحسين الأولى عن عمر ناهز التسعين عاما. الملكة دينا هي صاحبة اليخت الذي نقل أول شحنة أسلحة من مصر إلى الثوار في الجزائر في مارس 1955 وعلى متنه سبعة من الشباب من بينهم محمد بوخروبة الرئيس هواري بومدين. الله يرحمها ويغفر لها".
المصدر: أصوات مغاربية