تواجه أحزب الموالاة الأربعة في الجزائر دعوات بحلّها نهائيا، بعد استبعادها من جلسات الحوار التي باشرتها هيئة الحوار والوساطة.
وتطرح هذه الدّعوات لـ"اجتثاث" الموالاة تساؤلات بخصوص جدواها في حلّ الأزمة المستمرة منذ نصف سنة.
رؤوس "الموالاة" في السجن!
قبل أيام، دعت "منظمة المجاهدين" وهي كبرى المنظمات الثورية إلى حلّ حزب جبهة التحرير الوطني، أقدم حزب في البلاد ورمز ثورتها، كما لم يعر أحد اهتماما إلى خارطة طريق أطلقها حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو ثاني أكبر أحزاب الموالاة.
ولم يختلف مصير الحزبين المواليين الآخرين؛ الحركة الشعبية الجزائرية وتجمع أمل الجزائر عن مصير التجمع الوطني الديمقراطي.
وعُرفت هذه الأحزاب، التي شكّلت "تحالفا رئاسيّا" بمُوالاتها المطلقة للنظام السابق ودعمها لكل عهدات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بما فيها العهدة الخامسة، التي كانت سببا في انطلاق حراك شعبي في 22 فبراير، أدى إلى الآن إلى إسقاط العهدة والرئيس والأحزاب الموالية له.
ومنذ انطلاق "الحملة على الفساد"، أصدر القضاء أوامر بإيداع رؤساء الأحزاب الأربعة الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهم، وهم: جمال ولد عباس الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، وأحمد أويحي الأمين العام السابق للتجمع الوطني الديمقراطي، وعمر غول الأمين العام السابق لتجمّع أمل الجزائر، وعمارة بن يونس الأمين العام السابق للحركة الشعبية.
خالدي: الإقصاء ليس حلاّ
يقول وزير التكوين المهني الأسبق والقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، الهادي خالدي، إن "حاملي لواء العداء لحزب جبهة التحرير والمنادون بحلّه معروفون لدينا، إنهم التيار الفرونكفيلي وحزب فرنسا"، مؤكدا أن حل الأحزاب "لن يحلّ الأزمة".
ويضيف خالدي في تصريح لـ"أصوات مغاربية" بأن الداعين إلى "وضع الحزب في المتحف، مثلما يرددون منذ سنوات، يعادون تاريخ الجزائر"، وأضاف "نعم الحزب عرف انحرافا بفعل ممارسات أشخاص بعضهم موجود في السجن الآن وأقصد الأمين العام الأسبق ولد عباس (...) لكن هذا لا يعني أن الحزب كله منحرف".
ويرى المتحدث بأن الحلّ لا يكمن في اجتثاث أي حزب، بل في صندوق الاقتراع "هناك ساحة سياسية، وإذا خسرنا بالصندوق فسنرضى بما أعطانا الشعب أو نتحول إلى المعارضة مثلما خسرنا في التسعينيات، لكن لا يمكن إقصاؤنا لأننا لم نُقص أحدا عندما كنا نأخذ الأغلبية".
وعن استبعاد الحزب من الحوار الحالي، علّق خالدي "كريم يونس ابن الجبهة وأصبح وزيرا بفضلها ولا يجدر به التعامل بهذا المنطق بصفته منسقا لهيئة حوار ووساطة، فإقصاء الجبهة والمولاة من الحوار يعني إقصاء شريحة من المواطنين تتبنى برنامج الحزب".
سفيان: خلعُ "الرمزية" عن الجبهة
في المقابل، قال رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان، إن أحزاب الموالاة "متورطة تماما سياسيا في المصير الذي وصلت إليه البلاد خلال عشرين عاما من حكومة بوتفليقة، بل وقبل ذلك".
ويعتقد سفيان بأن الموالاة عملت على "انتشار الفساد السياسي عبر شراء المناصب ورؤوس القوائم الانتخابية وعليهم أن يتحمّلوا المسؤولية الآن جميعا لا أن يحمّلوها للأمين العام فقط.. من أجل كل هذا لا بدّ من استبعادهم من الحوار السياسي لأنهم مرفوضون شعبيا باعتبارهم سببا في الأزمة وما داموا سببا في الأزمة فلن يكونوا سببا في الحلول التي نبحث عنها".
وذهب رئيس حزب جيل جديد إلى أنه لابدّ من "خلع الرمزية عن الحزب الحاكم، لأنه قاد الثورة التحريرية باسم الشعب ولا يجوز له أن يستغل هذه الرمزية الآن بعدما أساء إليها منذ الاستقلال".
واقترح سفيان في حديث مع "أصوات مغاربية" بأن "تُنزع التسمية من حزب جبهة التحرير الوطني حتى يبقى رمزا للثورة التحريرية، وفي الوقت نفسه يُسمح لمناضليه بتسمية حزبهم باسم جديد"، أما عن أحزاب الموالاة الأخرى، فقال "لا نطالب بحل هذه الأحزاب بل نتركها، وعليها أن تناضل مثل بقية الأحزاب لتفتكّ مكانتها في صناديق الانتخاب".
المصدر: أصوات مغاربية