شهدت مدن شمال المغرب خلال الصيف الحالي تدفقا هائلا لسياح مغاربة وأجانب، وهو ما خلف اكتظاظا في تلك المناطق وارتفاعا صاروخيا في أسعار مختلف الخدمات والمرافق السياحية.
ويهدد هذا الوضع الذي يتكرر في عدد من المناطق الأخرى بفقدان عدد مهم من السياح المحليين، حيث صار كثير من المغاربة يفضلون قضاء عطلتهم في الخارج.
وتعتبر إسبانيا وتركيا من بين أكثر الوجهات التي بات يقبل عليها المغاربة، حيث يرى كثيرون أن الأسعار في البلدين تلائم قدرتهم الشرائية خلافا لأسعار السياحة الداخلية في المغرب.
موسم اغتنام الفرص
إشكالية ارتفاع الأسعار بالنسبة للسائح المحلي برزت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، خصوصا مع إقبال أعداد متزايدة من المغاربة على قضاء العطلة في الخارج لمجرد أنها ستكلفهم أقل مما سيكلفهم قضاء العطلة في إحدى مدن المملكة.
"بالأمس فقط قمت بحجز لإحدى الزبونات في أحد فنادق السعيدية لمدة أربعة أيام مقابل 13 ألف درهم"، تقول مسؤولة في إحدى وكالات الأسفار بالرباط، هند شيبان، والتي تردف مؤكدة أن كثيرين قد يتراجعون أمام سعر مماثل والذي قد يغطي تكاليف رحلة كاملة إلى أحد البلدان خارج المغرب.
وتشير المتحدثة في تصريحها لـ"أصوات مغاربية" إلى أن الأسعار تشهد بالفعل ارتفاعا كبيرا خلال فصل الصيف، وحتى وكالات أسفار تخضع لنفس الأسعار العالية، مؤكدة أن كثيرا من الزبائن المغاربة يفضلون تغيير وجهتهم نحو الخارج بسبب هذا الغلاء.
وفي تفسيرها لارتفاع الأسعار، تقول شيبان إن "العديد من الفنادق تعمل فقط خلال موسم الصيف ولذلك فهي تحاول اغتنام الفرصة وتعويض الخسائر التي تحصدها بقية السنة حين يضعف الإقبال عليها".
في المقابل، فإن هذه الأسعار لا تبدو مرتفعة بالنسبة للسياح الأجانب، وهو ما تفسره المتحدثة بـ"ارتفاع قدرتهم الشرائية"، ينضاف إلى ذلك أن هؤلاء "يقومون بالحجز من الخارج وهو ما يكلفهم أقل مما قد يكلفهم الحجز من الداخل".
غياب سياسة وطنية
من جانبه، يؤكد رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، أن "هناك فوضى عارمة في هذا القطاع سواء على مستوى الفنادق أو المطاعم أو غيرهما"، وذلك نتيجة "غياب سياسة وطنية للسياحة الداخلية".
ويبرز المتحدث ضمن تصريحه لـ"أصوات مغاربية" عددا من الإشكاليات التي تحول دون تطور هذا القطاع والتي تؤدي إلى نفور السائح المحلي.
"المواطن المغربي تغير نمط عيشه وصار يريد السفر والاستماع بالعطلة، يقول المتحدث، ولكنه يصطدم بأسعار تبدو له خيالية، خصوصا حين يقارنها بالأسعار في بلدان أخرى".
ينضاف إلى ذلك، حسب المتحدث المعاملة التي يلقاها السائح المغربي في الداخل إذ يؤكد أن "السائح الأجنبي يعامل بطريقة أفضل من السائح المحلي".
من جهة أخرى، وعلاقة بالأسعار، يرفض الخراطي فكرة فرض أسعار تفضيلية لصالح السائح المغربي حتى تتلاءم وقدرته الشرائية، حيث يؤكد أن "القطاع حر"، غير أنه في المقابل يشدد على ضرورة أن "تتلاءم الأسعار مع مستوى جودة المنتوج والخدمة".
ويتابع الخراطي مبرزا أن "السياحة الداخلية هي القاعدة الأساسية لتنمية هذا القطاع"، مشددا على ضرورة الاهتمام بهذا القطاع وبالمستهلك المغربي الذي "يريد السفر داخل بلاده ولكن الأسعار تغلق الأبواب في وجهه".
المصدر: أصوات مغاربية