Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

"سولكينغ"
"سولكينغ"

"مثلما أردّد دائما ما أؤدّيه ليس الرّاب، لم أقل هذا أبدا، هذا هذيان.. فإما أن نتمسّك بما نقوم به وإما لا.. وعليه فإن ما أؤدّيه هو فن السّول وليس الرّاب".

هكذا يصرّ عبد الرؤوف درّاجي، المعروف اليوم بـ"سولكينغ" أي ملك السّول، على أن الفن الذي يغنّيه لا علاقة له بـ"الرّاب" رغم إلحاح البعض على أنه "رابر"، بل هو مزيج بين طبوع "الريغي" و"السّول" و"الرّاي" الجزائري.

فمن يكون هذا الشاب، الذي قُتل 5 أشخاص وجرح العشرات في حفل ضخم أقامه مساء الخميس 22 أغسطس في ملعب 20 أوت بالعاصمة الجزائرية؟

هديّة الوالد لـ"سولكينغ" الصغير!

ولد عبد الرؤوف دراجي في العاشر من ديسمبر 1989 بضواحي العاصمة الجزائر.

كان والده عازفا على آلة الإيقاع (الباتري) في فرقة موسيقية، ما يعني أن عبد الرؤوف رضع الفن مذ كان صغيرا وكبر معه.

يقول "سولكينغ" في حديث صحافي إن والده أهداه آلة بيانو صغيرة عندما كان صبيا، لكنّها لم تُعجبه "أهداني تلكم الآلة لكنّي كنت أحب العزف على آلة الإيقاع مثله".

في سن المراهقة التحق عبد الرؤوف بفرقة "روك"، كما كان منجذبا إلى الرّقص بأنواعه، مثل: الكابويرا البرازيلي والهيب هوب والرقص المعاصر، فمارس فنونه وأتقنها كلها.

وجد عبد الرؤوف متعة كبيرة في الرقص والموسيقى، حتى إنه صار محترفا في "الأكروباسي"، الحركات البهلوانية، وانتمى إلى فرقة سيرك.

الهجرة.. والحياة القاسية

في 2008، ضاق الشاب الحالم ذرعا بالحياة في الجزائر، فهاجر إلى فرنسا وهو في الـ19 عشر من عمره، آملا في حياة جديدة هناك، فباريس عاصمة الشهرة والفن والموضة.

لم تكن بداية الحالِم سهلة، كما يقول في حديث لموقع "20 دقيقة" الفرنسي: لقد نِمتُ في الشارع.. لا أحب أن ألعب دور الضحية، لكنني عشت حياة قاسية.. كان لابد أن أكون شجاعا.. لا أريد الحديث عن تلكم المرحلة لكنها جزء من حياتي".

ويضيف "هذا جزء من مساري ولا أستحي عندما أتحدث عنه، هناك لحظات صعبة في حياتي فعلا، لم أكن أجد ما آكله في بعض الأحيان!".

في 2013، عاد "أم سي سول" (الاسم الذي اختاره عبد الرؤوف لنفسه)، وكوّن فرقة موسيقية من أصدقاء الطفولة سماها "أفريكا جنغل"، أي أدغال أفريقيا، وبدأوا الغناء ولاقوا نجاحا في الجزائر.

نجاح في الجزائر

بعد النجاح في الجزائر، هاجرت "أفريكا جنغل" إلى فرنسا واستقرت هناك، ومن فرنسا بدأت رحلة نجاحات جديدة.

يقول "أم سي سول"، الذي غيّر اسمه حينئد إلى "سولكينغ": قلنا لبعضنا إن تجربتنا تستحق أن تكون مشهورة على المستوى العالمي وليس في فرنسا فقط، وإذا كان هناك مكان يمكن أن نصل منه إلى العالمية فهو هنا في فرنسا!

تفطّنت مؤسسة "هيبر فوكال" في مارسيليا بفرنسا إلى "سولكينغ" وفِرقته، فوقّعت معه عقد رعاية، وكانت بواكير النجاح مع "ميلانو" و"مي أميغو"، وهي أغان اشتهرت كثيرا بين المهاجرين الجزائريين والمغاربيين هناك وفي الجزائر أيضا.

"دليدا".. إلى العالمية

فجّر "سولكينغ" بألبوم "داليدا" قنبلة كبيرة في عالمي الفن والشهرة، وحقق "داليدا" أرقاما قياسية على موقع الفيديو الشهير يوتيوب، حيث تعدت نسبة مشاهدته 195 مليونا، أما في فرنسا فحل في المرتبة السادسة للألبومات الناجحة سنة 2018.

يقول "سولكينغ" عن هذا الألبوم "إنه يروي حكايتي القاسية.. تحدثت فيه عن الناس الذين كانوا لا يؤمنون بي وبموهبتي وقدراتي.. ثم كيف تخطّيت جميع العقبات ونجحت في أن أثبت لهم بأنهم كانوا مخطئين".

ويضيف "إنني أرى نفسي في داليدا.. في المسار الذي قطعته والعقبات التي تعدّتها حتى وصلت إلى العالمية بموسيقاها وفنها. إنها تُلهمني، سيكون رائعا إذا وصلت إلى مستوى هذه الفنانة الكبيرة". وبعد "داليدا"، أنتج سولكينغ "فاكهة الشيطان"، وهو ألبوم لاقى نجحا كبيرا أيضا.

أحيى "سولكينغ" حفلات ناجحة في فرنسا، كما أحيى حفلات كبيرة في المغرب وتونس، هذه الأخيرة حضرها رئيس وزراء تونس يوسف الشاهد وغرّد على حسابه في تويتر "أغني الحب في وسط هذه الحرب"، وهو مقطع من أغنية "guérilla" الشهيرة لـ"سولكينغ"، كما أقام حفلات في ألمانيا وإسبانيا وبلدان أوروبية أخرى.

يقول سولكينغ: إن الفشل وارد كما النجاح، ولا يجب أن يُصدم الأنسان مهما بلغ، لأن بعضهم يصل إلى الانتحار إذا ما بلغ نجاحا ما أو مُني بالفشل.

المصدر: أصوات مغاربية+مواقع إلكترونية

مواضيع ذات صلة