قالت الإعلامية والعضوة السابقة في هيئة الوساطة والحوار حدة حزام إن الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي تعرفها الجزائر هو الذهاب إلى انتخابات رئاسية مع إقالة حكومة نور الدين بدوي وتعويضها بحكومة كفاءات، وأكدت في حوار مع "أصوات مغاربية" أن سبب استقالتها من هذه الهيئة شخصي.
نص الحوار
كيف تقيمين عملية الحوار الوطني إلى حد الساعة؟
الحوار الذي باشرته هيئة الحوار والوساطة بدأ يفرض نفسه على الساحة السياسية والشارع الرافض له بدى مذبذبا، لا يعرف أعضاء الهيئة كيف سيواجهون وابل الشتائم والرفض.
إضافة إلى ذلك فإن رئيس الأركان في خطابه كان قاسيا على الهيئة ورافضا لشروطها، أو ما يسمى بإجراءات التهدئة، كما أنه حدد الحوار في نقطة واحدة هي الذهاب الى الرئاسيات.
ولحد الساعة، لم تستجب السلطة لمطالب الهيئة، خاصة ما تعلق بإطلاق سراح الشباب المعتقلين على خلفية حملهم للراية الأمازيغية، لكن مع ذلك تمكنت الهيئة من استقطاب شباب الحراك في العديد من الولايات، خاصة ممن كانوا رافضين للحوار. وتبقى مشكلة الهيئة أن بعض عناصرها موجودة بشكل صوري ولا تقدم أية إضافة.
أحزاب كبيرة خارج الحوار، هل يؤثر ذلك في العملية؟
لا نعرف حقا حجم الأحزاب، وحقيقة تمثيلها الشعبي، لأن الانتخابات التي هي المقياس الحقيقي لقوتها كانت دائما مزورة وتتم بالكوطة (المحاصصة).
طلائع الحريات لابن فليس هو حزب كبير، لكن يجب أن يدخل الانتخابات لنعرف حجمه الحقيقي. أما الإسلاميون فهم منقسمون بين قابل لفكرة الحوار ورافض لها.
فبينما قبل زعيم حركة البناء المشاركة في الحوار واستقبل الهيئة، أعلن زعيم حركة مجتمع السلم (عبد الرزاق) مقري أنه يرفض المشاركة في عملية الحوار لا لشيء إلا لأن الهيئة ذهبت إلى حزب ابن قرينة قبله.
وفي الحقيقة أن مقري لا يعرف بالدقة أين تتجه الأمور، فهو يخاف أن يقبل الحوار فينتقده الشارع، وهو الذي كان يروج للتمديد بدون انتخابات، ويتبنى مواقف غير دستورية. أما أحزاب ما سمي بالبديل الديمقراطي الرافضة للحوار فهي في الحقيقة لا تزن شيئا، وكانت تعيش على نظام الكوطة، وبدأت الخلافات تدب بين صفوفها بعد رفض زبيدة عسول مطلب المجلس الدستوري.
راجت أخيار عن استقالتك من هيئة الوساطة والحوار، هل الأمر صحيح، ولماذا وقع ذلك؟
نعم استقلت لأسباب شخصية بعد تقديم جهد كبير طوال عدة أيام توج باستقطاب المئات من الشباب من قادة الحراك في العديد من الولايات.
في البداية، كان هؤلاء يكفرون بالحوار وجلسوا وقدموا اقتراحات قيّمة للخروج من الأزمة وعادوا إلى ولاياتهم ليواصلوا العمل من خلال إقناع الشباب بالحوار، والذهاب إلى الانتخابات الرئاسية. استقلت لكنني أؤمن بأن الحوار هو الطريق الوحيد لإيجاد مخرج للأزمة
ما هو الحل الذي ترونه مناسبا اكثر للحزائر حتى تتجاوز الأزمة السياسية الحالية؟
الحل الوحيد هو استجابة السلطة لمطالب الشعب، وهو إقالة حكومة بدوي وتعويضها بحكومة كفاءات، والذهاب إلى انتخابات رئاسية دون الاعتماد على وجوه النظام البائد.
المصدر: أصوات مغاربية