استقبلت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية سيغريد كاغ، أمس الثلاثاء، رحمة المودن، سيدة الأعمال الهولندية من أصل مغربي، ذات المسار المهني الملهم والمتميز.
فقبل أزيد من أربعين سنة بدأت قصة رحمة حين تزوجت وانتقلت للعيش في هولندا، ليتحقق حلم طفولتها بالذهاب إلى أوروبا قبل أن تصطدم بعائق عدم إتقان اللغة.
بعد ذلك ستقرر رحمة الزوجة والأم الشابة، التي لم يسبق لها العمل، النزول إلى سوق الشغل، وكان العمل المتاح لها حينها هو عاملة نظافة.
لم تتمكن رحمة، الابنة المدللة، من إخبار والديها بمهنتها لسنوات، بحسب ما تحكيه في حوار سابق، وظلت تعمل وكلها عزم على تطوير وضعها ومهنتها.
في أحد مقاطع كتابها الذي تحكي فيه سيرتها تقول "كنت أبكي عندما كنت أمرر المكنسة الكهربائية تحت أرجل النساء بالمكتب المركزي للهاتف، النساء كن يحملن حقائب جميلة وتنانير قصيرة، ويسقن سيارات جميلة"، مضيفة "دعوت الله. أريد، بدوري، حقيبة وتنورة وسيارة. لن يوقفني أحد".
وبالفعل لم تتوقف رحمة المودن إلى أن حققت حلمها في أن تصبح سيدة أعمال ذات شأن بعد مشوار كفاح ملهم.
وعلى مدى سنوات نجحت المودن في تأسيس مقاولتها الخاصة، التي تشغل مئات الأشخاص ويبلغ رقم معاملتها ملايين اليوروهات.
حصلت رحمة المودن على العديد من الجوائز، وحظيت بالعديد من التكريمات والتقت بالعديد من الشخصيات البارزة.
وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي الهولندية سيغريد كاغ، مدحت رحمة خلال لقائها بها أمس ووصفتها بالنموذج المثالي الذي "لا يتحدث فقط بل يعمل" وفق ما نقلته الصفحة الرسمية للسفارة الهولندية في الرباط.
وبحسب المصدر ذاته، فإن المودن حرصت خلال اللقاء على تقديم كتابها المعنون بـ"رحمة، الطريق نحو حريتي"، كما أعلنت أنها ستعمل على توظيف عائدات الكتاب لإطلاق صندوق لمساعدة المزيد من النساء ليشغلن مناصب رفيعة.
- المصدر: أصوات مغاربية