مدخل ملعب 20 أوت 1955
مدخل ملعب 20 أوت 1955

ظل ملعب 20 أوت 1955 محافظا على هندسته منذ بنائه سنة 1930، خلال الفترة الاستعمارية الفرنسية بالجزائر.

الملعب الذي يشارف عمره على قرن من الزمن، شهد أحداثا تاريخية، سياسية ورياضية ومأساوية أيضا، آخرها مقتل 5 جزائريين خلال تدافع لحضور حفل المغنّي "سولكينغ"، ثم وفاة طفل إثر سقوط بوابة من بوابات الملعب عليه، ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار بإغلاقه وتعليق مهام مديره.

فما قصة هذا الملعب، الذي يسمّيه أنصاره "الكوزينة" بسبب ضيقه؟

مصالي: هذه الأرض ليست للبيع!

"20 أوت 1955" هو واحد من أهم الملاعب الرياضية التي تركها الاستعمار في الجزائر العاصمة بعد رحيله، على غرار ملاعب بولوغين والقبة في الجزائر العاصمة.

شهد هذا الملعب سنة 1936 محطة من أبرز محطات النضال من أجل استقلال البلاد، ففي هذه السنة ألقى أب الحركة الوطنية وزعيم حزب نجم شمال أفريقيا مصالي الحاج خطابا تاريخيا قال فيه "هذه أرضنا المباركة، أرض البركة، إنها ليست للبيع و لا للرهن. هذه الأرض إخواني لها أولادها و ورثتها، إنهم هنا أحياء ولايريدون منحها لأحد".  

قال مصالي هذه الكلمات بعدما رفع حفنة من تراب الملعب، بحضور المئات من مناصري حزبه ومن عموم الشعب.

وحُمل مصالي الحاج بعد هذه الكلمات على الأكتاف، وطيف به في العاصمة باعتباره أول سياسي ينادي باستقلال الجزائر نهائيا عن فرنسا.

محطات بعد الاستقلال

بعد الاستقلال، سُمّي الملعب 20 أوت 1955، تخليدا لهجمات 20 أوت التي شنّها ثوار جيش التحرير الوطني ضد المستعمر الفرنسي، واتُّخذ الملعب مسرحا لمباريات الفريق الوطني ولنادي شباب بلوزداد، الذي كان اسمه قبل الاستقبال وداد بلكور، باعتبار الملعب يقع في حي بلكور الشعبي (حي محمد بلوزدادا بعد الاستقلال).

بالإضافة إلى كرة القدم، كان الملعب مضمارا لرياضة تتابع الدراجات حسب الساعة، واحتضن الملعب ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1975 والألعاب الأفريقية سنة 1978، التي  جرت فيها منافسة التتابع حسب الساعة للدراجات.

بعد الاستقلال، كان الملعب مسرحا لمباريات تاريخية سواء للمنتخب الوطني لكرة القدم أو أندية العاصمة، ففيه خاض المنتخب أول مباراة رسمية سنة 1964 أمام تونس وفاز فيها، برسم تصفيات الألعاب الأفريقية.

وكانت آخر مباراة لـ"الخُضر" فيه سنة 1971 أمام الفريق المالي وتعادل بهدفين لمثلهما، وكان الملعب أيضا محطة لعب فيها أسطورة كرة القدم البرازيلية والعالمية بيلي، بمناسبة إجراء مقابلة ودية بين المنتخب الجزائري ونظيره البرازيلي سنة 1969.

زار الملعب العتيق رئيسان جزائريان هما أحمد بن بلة وهواري بومدين وحضرا بطولات وطنية ومقابلات دولية، قبل أن يُستبدل الملعب بملعب 5 جويلية سنة 1972، الذي صار فخر الملاعب الرياضية في الجزائر ولا يزال.

فاجعتي أكتوبر82 و"سولكينغ"

في 26 أكتوبر 1982، كان الملعب على موعد مع "مأساة" رهيبة! في ذلك اليوم لُعبت الجولة السابعة من البطولة الوطنية موسم 83/82 وجمع اللقاء بين الفريقين العاصميين نصر حسين داي ومولودية الجزائر.

توافدت الجماهير على الملعب من كل مكان وضاقت المدرجات بها، فاضطر المئات للصعود على السقف الإسمنتي لأحد المدرجات لكن السقف لم يتحمّل فانشطر إلى نصفين وسقط بمن عليه على الجالسين في المدرجات السفلية وكانت الكارثة.

خلفت الحادثة وفاة 11 مناصرا وعشرات الجرحى، أصيب جلهم بإعاقات مدى الحياة، وأصيب الجزائريون بصدمة جرّاء ما حدث.

وفي 23 أغسطس الجاري، احتضن ملعب 20 أوت حفلا للمغني الجزائري "سولكينغ"، وخلّف حادث تدافع عند مدخله سقوط خمسة قتلى وأكثر من 20 جريحا، وأسقطت الأحداث مسؤولين من الصف الأول في البلاد، هم وزيرة الثقافة مريم مرداسي ومدير ديوان حقوق المؤلف سامي بن الشيخ الحسين والمدير العام للأمن الوطني عبد القادر قارة بوهدبة، وبعد أسبوع سقطت بوابة الملعب على طفل فأردته قتيلا.

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة