يعود مجلس الأمة، الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري، إلى نشاطه ابتداء من يوم غد الثلاثاء القادم، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية.
وستنطلق الدورة البرلمانية وفق متغيرات عديدة، أبرزها غياب رئيس جمهورية منتخب وتواصل نشاط الحراك الشعبي، فضلا عن تواصل التصادم بين هيئة الوساطة والحوار وبين فصائل سياسية عديدة تصر على رفض كل المقترحات التي تقدمت بها هذه الهيئة للخروج من الأزمة.
وأكدت لجنة الحوار، في آخر حصيلة لنشاطها الذي استمر لعدة أيام، أن الحل الوحيد للوضع يكمن في الذهاب إلى انتخابات رئاسية.
ووسط كل هذه المتغيرات، تتساءل عدة أوساط سياسية عن الدور المحتمل لمجلس الأمة الجزائري قبل تنظيم هذه الاستحقاقات.
قانون تنظيم الرئاسيات
قال القيادي في حزب جبهة التحرير والسيناتور، محمود قيصاري، إنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من الدور الذي يمكن للبرلمان الجزائري أن يلعبه في هذه المرحلة الحساسة".
وأضاف في تصريح لـ "أصوات مغارية"، "ما قامت به لجنة الحوار لا يمكن تكريسه على أرض الواقع سوى من خلال استصدار مجموعة من القوانين الجديدة التي قد تسمح بتجاوز المرحلة الحالية".
وأشار قيصاري إلى أن "أهم خطوة تنتظر البرلمان في الظرف الراهن هي مناقشة مشروع قانون المتعلق باللجنة المستقلة لتنظيم الانتخابات الرئاسية القادمة".
"إلى حد الساعة لم نتلق مسودة من هذا القانون، لكن المؤكد أن ذلك سيحصل خلال الأيام القليلة القادمة"، يستطرد المتحدث.
وأفاد المصدر ذاته أن "القانون المذكور سيخضع لتمحيص دقيق من قبل أغلب النواب، كون أن الرهان الحقيقي هو البحث عن الآليات التي تضمن استقلالية تامة لهذه اللجنة عن السلطة والإدارة".
"مصير غامض"
مقابل ذلك، يرى المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، ياسين حماني، أن "الحديث عن دور مرتقب للبرلمان الجزائري في مثل هذه الظروف يعد أمرا سابقا لأوانه".
وأضاف في تصريح لـ "أصوات مغاربية"، "لحد الساعة لم تتضح الرؤية بعد عن مستقبل المشهد السياسي والانتخابي حتى نتحدث عن قوانين جديدة قد يصادق عليها البرلمان مستقبلا".
وأشار المصدر ذاته إلى أن "دعوة هيئة الوساطة والحوار وبعض الفعاليات إلى إجراء انتخابات رئاسية لا يعني أن الأمر قد فصل فيه بشكل نهائي، باعتبار أن شريحة واسعة من الفاعلين في الساحة السياسية ترفض هذه الفكرة بتاتا".
"لا يمكننا أيضا الحديث عن انتخابات سياسية قبل معرفة التوجهات العامة للشعب الجزائري بشأن الخطة التي اقترحتها هيئة الحوار".
"الشارع منقسم بين عدة تيارات، بعضها مرحب بهذه الفكرة وبعضها الآخر مصمم على التغيير الجذري للنظام، فيما لا تبدي شريحة واسعة من الجزائريين أي اهتمام بما يدور في الساحة السياسية".
المصدر: أصوات مغاربية