دعا ممثلو التبو والطوارق من أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور في ليبيا، الثلاثاء، تونس إلى لعب دور أكبر لحل الأزمة الليبية.
وأكد ممثلو الأقليتين، في بيان نشره موقع "الوسط" المحلي، أن "الانقسام الوطني وانسداد الأفق السياسي، وترك جميع مبادرات الحل للخارج، وعدم التوافق الشامل على مشروع الدستور، يهدد الوحدة الوطنية ويخدم فقط مصالح بعض الدول الإقليمية والدولية".
واعتبر البيان أن تونس وجنوب أفريقيا دولتان ديمقراطيتان يمكنهما لعب دور أساسي في المصالحة الليبية، بالإضافة إلى منظمة الاتحاد الأفريقي.
وانتقد البيان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، معتبرا أنها "تطيل أمد الصراع في ليبيا".
وأضاف ممثلو التبو والطوارق أن "أفضل وسيلة لهذه المصالحة، التوافق الوطني الشامل على الدستور، باعتباره أساس الدولة وحلًّا لجذور الصراع حول الدولة في المرحلة الانتقالية والدائمة"، مشيرا إلى أن "أي حوارات أخرى خارج هذا الإطار فقط مضيعة للوقت، وتجربة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في السنوات السبع الماضية تؤكد ذلك".
ودعا البيان إلى "ضرورة التوافق الوطني الشامل مع الأمازيغ والتبو وتصحيح المخالفة الصريحة للإعلان الدستوري في المادة رقم 30 بشأن التوافق مع التبو والطوارق والأمازيغ، وكذلك التوافق مع الفدراليين".
وتنص المادة 30 من الإعلان الدستوري لعام 2011 على أن تنتخب الهيئة التأسيسية المتكونة من 60 عضوا بالتساوي بين الأقاليم الثلاثة. وخصص هذا القانون ستة مقاعد فقط للمكونات الثقافية.
وفي العام الماضي، أعلن ممثلون عن قبائل التبو والمجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، رفضهم لمشروع الدستور الليبي، إذ اعتبروا أن مضمونه "يقصي باقي مكونات الشعب الليبي".
وتتواجد قبائل التبو في منطقة تيبستي الواقعة بين ليبيا وتشاد والنيجر، وهم رحل من ذوي البشرة السوداء ومختلفون عن الأمازيغ والطوارق.
وكغيرها من الأقليات، تعرضت أقلية التبو للتهميش والإقصاء خلال حقبة حكم العقيد معمر القذافي.
وفي حين يعتبر الكثير من الأمازيغ التبو عربا، يعتقد العرب أنهم زنوج، لكن المؤكد حسب بعض المؤرخين أنهم أقلية مختلفة عن باقي الأقليات في ليبيا.
أما الباحث في شؤون التبو، علي يحيى، وينتمي أيضا إلى التبو، فيقول في تصريح سابق لفرانس برس: "نحن عرق من عرق القبائل الليبية القديمة ومسلمون، ولنا لغة خاصة، ولدينا امتداد اجتماعي مع أولاد عمومتنا في تشاد والنيجر والسودان، لكن لا يعني هذا الرابط أمرا سلبيا، لأننا ليبيون وحريصون على أرض البلاد أكثر من أي أحد".
أما الطوارق، فهم مجموعة من القبائل الأمازيغية، التي تستوطن الصحراء الكبرى، جنوب الجزائر، شمال مالي، جنوب غرب ليبيا وشمال بوركينا فاسو.
وفي ليبيا، اختار الطوارق أن يكونوا مجموعة إثنية منفصلة تطالب بحقوقها إلى جانب المجلس الأعلى للأمازيغ وأقلية التبو.
المصدر: أصوات مغاربية