أطلق عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب من الصحافيين والنشطاء، حملة تضامن واسعة مع صحافية مغربية جرى اعتقالها، يوم السبت الماضي، بتهم تتعلق بـ"الفساد" و"الإجهاض".
موقع "اليوم 24" الذي تشتغل فيه الصحافية المعنية، تحدث عن "سيناريوهات" وصفها بـ"المحبوكة" في هذه القضية التي بدأت حين جرى اعتقال الصحافية هاجر.ر، يوم السبت الماضي قبل أن تمثل، أول أمس الاثنين، في حالة اعتقال أمام وكيل الملك رفقة خطيبها الذي يشير الموقع إلى أن موعد زواجها منه كان قد حُدد يوم الرابع عشر من الشهر الجاري.
وإلى جانب الصحافية وخطيبها جرى أيضا اعتقال طبيب متخصص في أمراض النساء، والتوليد، وكاتبته، ومساعد طبي، حيث مثل الجميع بحسب المصدر أمام المحكمة التي أعلنت لائحة التهم الموجهة إليهم والمتعلقة بـ"الفساد" و"الإجهاض" و"المشاركة في الإجهاض" بحسب ذات المصدر.
وبحسب الموقع المذكور فإن "لا أحد من المعتقلين اعترف، لا هاجر ولا خطيبها ولا الطبيب وفريقه"، مردفا أن "ملف القضية لا يتضمن أي دليل مادي ملموس على تهمة الإجهاض".
القضية أثارت جدلا واسعا واستياء عارما في أوساط الصحافيين المغاربة الذين أطلقوا حملة تضامن واسعة مع هاجر وخطيبها معتبرين أن الأمر يتعلق بـ"استهداف" لها، وللصحافيين عموما.
ولم تقتصر حملة التضامن على الصحافيين فقط بل شملت عددا كبيرا من الحقوقيين والسياسيين من تيارات مختلفة، الذين استنكروا اعتقال هاجر وخطيبها بتلك الطريقة كما استنكروا لائحة التهم الموجهة إليها.
ابن عم ملك المغرب، الأمير هشام العلوي، بدوره تفاعل مع هذه القضية، حيث اعتبر التوقيف اعتداء على الحقوق الدستورية للسيدة.
وقال في تدوينةعلى فيسبوك "تعرضت مواطنة مغربية وهي السيدة هاجر الريسوني لاعتداء فاضح، فقد جرى اتهامها بالإجهاض بينما تقرير طبي طالب به القضاء برأها رسميا. وبالتالي، فنحن أمام حالة خطيرة وهي اعتداء على الحقوق الدستورية لهذه السيدة في بلد يرفع شعار دولة الحق والقانون".
وأضاف الأمير هشام، أن هذه الحالة "خرق لروح تقاليدنا الإسلامية التي تصون أمور الناس بعيدا عن التشهير والتشنيع حماية لشرفهم، وهنا يكمن تاريخيا البعد المعنوي والروحي لإمارة المؤمنين في بلادنا".
ويتابع المتحدث مؤكدا أنه "بهذه الممارسة المرفوضة، تكون الدولة قد تناقضت وشعاراتها باحترام حرية الفرد والترويج للإسلام المتنور، وتكون المقاولة الأمنية بانزلاقاتها المتكررة تعبث بأمن واستقرار البلاد"، مردفا أن "حالة هاجر وحالات أخرى تجعلنا نتساءل جميعا: أين يتجه وطننا المغرب؟".
المصدر: أصوات مغاربية