جدّد رئيس أركان الجيش الجزائري نائب وزير الدفاع الوطني، الفريق أحمد قايد صالح، رفض المؤسسة العسكرية أي تفاوض أو حوار بينها وبين الأحزاب السياسية.
وقال قايد صالح في كلمة جديدة خلال ثالث أيام زيارته للناحية العسكرية الرابعة "بعض الأحزاب السياسية تطالب بالتحاور، بل التفاوض مباشرة مع المؤسسة العسكرية، اقتداء بتجارب بعض دول المنطقة في التعامل مع الأزمات، متناسين أن الجزائر بتاريخها العريق وبشعبها الأبي وبمواقفها الريادية الثابتة هي من تكون دائما القدوة وليس العكس".
وأوضح رئيس الأركان بأن الجيش سيظل متمسكا بالحل الدستوري للأزمة "انطلاقا من إيمانه بأن الدولة العصرية هي دولة المؤسسات، والتمسك بالدستور هو عنوان أساسي للحفاظ على كيان الدولة واستمراريتها، ويعمل على مرافقة الشعب الجزائري الأبي الذي يطالب بإلحاح بالتعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية".
وهاجم المتحدث من سماهم "المتحاملين على الجيش"، فقال "التحامل على المؤسسة العسكرية هو جزء من مخطط خبيث هدفه الوصول إلى تقييد أو تحييد دور الجيش، الذي قدم درسا للجميع، في الوفاء والإخلاص وحماية الوطن، وبرهن ميدانيا على قدرته في أن يجسد عمق الرابطة القوية بين الشعب وجيشه".
وتابع: "كانت قيادته سباقة في الاستجابة للمطالب الشعبية قبل أية جهة أخرى، مما هدد مصالح العصابة وأذنابها وأفشل مخططاتها في إعادة صياغة المشهد الوطني العام حسب أهوائها ومصالح أسيادها".
وعاود قايد صالح التأكيد على تنظيم انتخابات رئاسية عاجلا، بدعوى أن الوضع "لا يحتمل المزيد من التأخير، بل يقتضي إجراء هذه الإنتخابات المصيرية في حياة البلاد ومستقبلها في الآجال التي أشرتُ إليها في مداخلتي السابقة، وهي آجال معقولة ومقبولة تعكس مطلبا شعبيا ملحا".
وعن الحملة التي تخوضها العدالة ضد الفساد، أوضح بأن الجيش يقف ويرافق رجال العدالة "الذين يؤدون مهامهم النبيلة بإخلاص ويسهرون على استرجاع هيبة الدولة، من خلال معالجة مختلف ملفات الفساد، وطمأنة الشعب الجزائري أنه في بلد الحق والقانون".
واتهم نائب وزير الدفاع الوطني "العصابة" بـ"تجويع الشعب وإلحاق الضرر به"، وهو "ما يدعونا في كل مناسبة، يضيف قايد صالح، إلى التأكيد على مساندة مساعي وجهود رجال العدالة والوقوف إلى جانبهم، وننوه بشجاعتهم وإصرارهم على تطهير بلادنا من هؤلاء المفسدين".
وختم قايد صالح قائلا بأن "المتآمرين المغامرين لا يعرفون قيمة هذا البلد وشعبه، ويحترفون التضليل والتدليس، ويحاولون عبثا تغليط الرأي العام والتشكيك في أي مبادرة وطنية خيرة ساعية لتجاوز الأزمة، ويعملون من أجل الزج ببلادنا في متاهات لا تحمد عقباها، خدمة للعصابة ومن يسير في فلكها".
يذكر أن أحمد قايد صالح دعا في أول أيام زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة، الإثنين الماضي، إلى استدعاء الهيئة الناخبة منتصف الشهر الجاري تمهيدا لتنظيم انتخابات رئاسية.
- المصدر: أصوات مغاربية