قال رئيس "حركة مجتمع السلم" الإسلامية الجزائرية، عبد الرزاق مقري، إنه ليس نادما على لقاء السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، قبيل انطلاق الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي.
وأفاد مقري في حوار مع يومية "الخبر" الجزائرية، نُشر الخميس، بأن لقاءه السعيد بوتفليقة لم يكن سريا "كلّمنا العديد من الأحزاب وقلنا لهم إن ثمة فرصة للانتقال الديمقراطي والتوافق.. واللقاء كان في مقر رئاسة الجمهورية في زرالدة، وكان كل شيء مسجلا ويمكنهم إخراج التسجيل إذا أرادوا".
وقبل أيام انطلقت "شائعات" على وسائل إعلام ومواقع تواصل جزائرية، تفيد بأن المحكمة العسكرية بالبليدة استدعت مقري على خلفية اللقاء مع السعيد بوتفليقة.
ونفى مقري أن تكون المحكمة العسكرية قد استدعته لمساءلته أو حتى للاستماع لشهادته حول ما حدث في هذا اللقاء.
وتساءل رئيس حركة مجتمع السلم "لماذا كثرة الحديث عن السعيد بوتفليقة؟ كل من يحكموننا اليوم كانوا يلتقونه، وأنا كنت الشخص الوحيد الذي التقيته لأقول له عليكم بالرحيل ونحن سنساعدكم في ذلك، وكان ذلك قبل الحراك".
وأضاف "نحن كنا واضحين معهم في أننا ضد العهدة الخامسة والتوريث وضد أن يخلف بوتفليقة رجل من النظام. أردنا المساعدة لإنهاء حقبة بوتفليقة".
وردّا على سؤال بخصوص استمرار الجدل حول ذلك اللقاء، رد مقري "هؤلاء فارغون، ولأنهم لم يمسكوا ضدي أي شيء فهم يلوكون هذه الحكاية.. نحن لم نطلب اللقاء مع السعيد، لأننا أرسلنا مبادرة التوافق الوطني لرئيس الجمهورية وهو كلّف من كان يسمى مستشاره (السعيد بوتفليقة)".
وأكّد مقري بأن كل المسؤولين في الدولة كانوا يتلقون الأوامر من السعيد بوتفليقة قبل الحراك، وبِنبرة تحدّ استطرد مقري "من يملك الجرأة اليوم ليلومني عندما قلت له، في وقت كان الجميع خاضعين له، أنا أريد منك أن ترحل خدمة للبلاد وأستطيع مساعدتك في ذلك".
وعن الانتخابات الرئاسية، قال مقري إنه يمكن تنظيمها في شهرين "إذا كان هناك تفاهم وتوفرت شروط النزاهة".
في الوقت نفسه، انتقد مقري ما سماه "استمرار مسار الغلق الإعلامي والتضييق على نشاط المجتمع المدني وتخوين المخالف"، وقال إن هذا المناخ لن يكون مناسبا لإجراء الانتخابات.
وتخوّف مقري من أن يكون النظام في حالة "تجديد نفسه"، حيث قال "هناك مؤشرات قوية على ذلك.. لدينا مخاوف جادة بأن هناك رغبة ما في مكان ما ليجدد النظام نفسه، وهذا عندما نرى التضييق الإعلامي والاعتقالات ومنح الاعتمادات بالولاءات وتشويه الأحزاب السياسية".
وختم زعيم حمس قائلا "هذا ما جعلنا لا ننخرط في مسعى الحوار، لأننا لم نشأ إضفاء مشروعية سياسية على مشروع لا نعلم مراميه وهل هو حوار سيد وشفاف أم حوار لشرعنة قرارات جاهزة دون ضمانات لتوفير بيئة منافسة حقيقية".
المصدر: أصوات مغاربية