Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

شابة جزائرية ترفع لافتة كتب عليها "الديمقراطية" خلال احتجاجات "الجمعة 14" في العاصمة
جانب من احتجاجات "الجمعة 14" في الجزائر العاصمة

تستقطب التجربة الديمقراطية في تونس وحملة الرئاسيات بها أنظار العديد من النشطاء والسياسيين بالجزائر الذين أضحوا ينظرون إليها كنموذج حقيقي للانفتاح السياسي، كما أن بعضهم لا يخفي مطالبته باستنساخ هذه التجربة.

وبغض النظر عن الاختلافات الموجودة بين البلدين، ترى عديد الأوساط أنهما يعيشان وضعية سياسية تتشابه إلى حد بعيد في الظرف الراهن.

أولى أوجه التشابه أن الدولتين تعيشان مرحلة مخاض سياسيي يتعلق بالتحضير للانتخابات الرئاسية.

فقد اضطرت تونس إلى إعلان تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة بعد وفاة رئيسها الباجي قايد السبسي.

ونفس الاتجاه تسير فيه أيضا الجزائر بحكم التوافق الموجود بين القيادة العسكرية وعدة أطراف سياسية حول ضرورة تنظيم استحقاقات رئاسية من أجل تجاوز الأزمة الحالية.

علاوة على ذلك، يتشابه الوضع في الجزائر وتونس في المطلب المتعلق بتحرير البلد من مخلفات النظامين السياسيين اللذين حكما البلاد طيلة عقود طويلة من الزمن.

ينضاف إلى ذلك مواجهة البلدين لعدة مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية متشابهة إلى حد كبير.

التشابه والاختلاف

يقول الناشط السياسي، حسين بن ديدة، إن الجزائر وتونس تواجهان في الظرف الراهن نفس الوضع ونفس المصير أيضا.

ويضيف بن ديدة في تصريح لـ "أصوات مغاربية": تونس تبدو في وضع أفضل من جارتها الجزائر، كونها استطاعت تحقيق انتقال ديمقراطي سلس بعد ثورتها في سنة 2011 من خلال إعادة انتخاب مؤسسات دستورية ومراجعات عميقة في أغلب قوانينها.

ويفيد المتحدث أن "المتغير الجوهري الموجود بين الحالتين يتعلق بالدور الذي تتمتع به المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية".

"إذا كانت المؤسسة العسكرية في تونس قد رفضت الانغماس في العمل السياسي وتركت المبادرة للسياسيين منذ بداية الثورة إلى غاية الآن، فإن الوضع يبدو مختلفا تماما في الجزائر على خلفية إمساك الجيش بخيوط اللعبة السياسية ومحاولته فرض إرادته على الطبقة السياسية"، يستطرد المتحدث.

ويرى بن ديدة أن التجربة الديمقراطية في تونس يمكن أن تكون "نموذجا حيا ومرجعا" لتجربة الانتقال الديمقراطي في الجزائر.

ويضيف: "من الإيجابيات الكبيرة في الوضع التونسي هو التوافق الكبير الذي تحقق بين العائلة السياسية رغم اختلاف توجهاتها السياسية والأيديولوجية، على خلاف ما يحدث الآن في الجزائر التي تعيش حالة استقطاب حقيقية بين المكونات السياسية والتيارات المؤثرة في المشهد السياسي الداخلي".

 الثورة والعدالة

مقابل ذلك، يؤكد الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، رابح لونيسي، أن "التجربة التونسية لا يمكن أبدا أن تكون مرجعا للثورة السلمية التي تشهدها الجزائر، ولا يمكن الاستلهام منها من أجل تصحيح الوضع بها".

ويضيف المتحدث في تصريح لـ"أصوات مغاربية": العديد من السياسيين التونسيين، من بينهم الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، اعترفوا بفشل تجربتهم الديمقراطية على خلفية عدم تمكن ثورة الياسمين من التخلص من الدولة العميقة.

"ثورة الياسمين في تونس نجحت ظاهريا فقط، لكن الأيام أكدت أنها لم تقضِ على بقايا النظام القديم بدليل أن وجوها كانت محسوبا عليه سرعان ما عادت لسدة الحكم، ولا يوجد أدل على ذلك من الانتخابات الرئاسية التي سمحت بعودة الباجي القايد السبسي إلى قصر قرطاج".

ويرى لونيسي أن "أكبر شيء عجزت عن تحقيقه الثورة التونسية هو تحقيق عدالة اجتماعية بين كل المواطنين، ما سمح بانتشار الفقر والمشاكل الاجتماعية بين المواطنين لدرجة أن بعضهم أضحى يحن إلى عهد الرئيس زين العابدين بن علي".

ويؤكد المتحدث أن "أي ثورة تفشل في تحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين ستكون سببا في عودة الديكتاتوريين إلى السلطة مثلما وقع في العديد من التجارب العربية".

 

المصدر: أصوات مغاربية

مواضيع ذات صلة