باشر رئيس حزب طلائع الحريات ورئيس الحكومة الجزائري الأسبق، علي بن فليس، تحضير ملف ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية.
وقال بن فليس في تدوينة على صفحة حزبه في فيسبوك، إنه وجه رسالة لرئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، يُعلمه فيها بسحب استمارات اكتتاب الترشّح.
بن فليس: لست من العصابة
ويبرز اسم بن فليس بصفته واحدا من الذين قد تكون لهم حظوظ للفوز في الرئاسيات - إن أُجريت - وفق ما يتردّد في الشارع السياسي الجزائري وعلى شبكات التواصل.
وذهب ناشطون على شبكات التواصل للتّرويج إلى أن بن فليس سيكون مرشح الجيش، فيما ينفي أنصاره هذا الاعتقاد.
وكان بن فليس، الذي شغل منصب رئيس حكومة بوتفليقة في عهدته الأولى ثم غادرها بسبب خلاف معه، منافسا لبوتفليقة في موعدين انتخابيين هما رئاسيات 2004 و2014 وخسرهما.
وفي ردّه على أسئلة الصحافيين ينفي علي بن فليس أن يكون جزءا من "العصابة"، ويدفع عن نفسه هذه التهمة ويعتبر نفسه "ضحية" النظام السابق، قائلا "أنا خدمت الجزائر قبل 1999 (انضمامه لحملة بوتفليقة)، فعلا أنا سيّرت الجزائر في 1999 وأتحمّل هذا لكنني عندما اختلفت غادرت.. عندما كنت رئيس حكومة في 2000 وقتها لم تكن هناك عصابة، وغادرتها سنة 2003 لأنني رفضت تمرير قانون المحروقات".
شرقي: حظوظنا عند الشعب
وقال القيادي في حزب "طلائع الحريات"، يونس شرقي، إن بن فليس سحب فعلا استمارات الترشح في انتظار البتّ النهائي في مسألة ترشحه في 26 سبتمبر الجاري من طرف اللجنة المركزية للحزب "والتي ستذهب حتما إلى ترشيحه".
وبخصوص الترويج لإمكانية وقوف الجيش وراء بن فليس في الرئاسيات المقبلة، قال شرقي "مواقف حزبنا تقاطعت مع مواقف الجيش في تدبير الأزمة التي تمر بها البلاد في ما يخص رفض حالة الشغور الدستور والحفاظ على سير مؤسسات الدولة، ليس أكثر، لأننا نملك ثقافة الدولة ونعترف للجيش بمرافقته للحراك الشعبي والحفاظ على كيان الدولة".
وختم القيادي في طلائع الحرية تصريحه لـ"أصوات مغاربية"، قائلا "كل ما نريده هو انتخابات نزيهة، وقد انتقدنا السلطة المستقلة للانتخابات في تفاصيل وأثنينا عليها في تفاصيل أخرى، وحظوظنا الوحيدة في هذه الانتخابات عند الشعب وحده وهو يعرفها ويعرفنا، فنحن لم نشارك العصابة في الحكم ولم نكن طعما للفساد، والجيش يعلم أنا لا نشكّل أبة هواجس له والأستاذ بن فليس متمكّن من مفاتيح تسيير الدولة لما له من خبرة، خاصة في هذه الفترة الحساسة".
طيبي: مجرّد تغذية إعلامية
من جهته قال المحلل السياسي والعضو السابق في حزب جبهة التحرير الوطني، محمد طيبي، إن الترويج لعلي بن فليس بصفته مرشحا للجيش "مجرد تغذية إعلامية".
وأوضح طيبي في حديث مع "أصوات مغاربية"، أن بن فليس له وزنه وسط الرأي العام وله مناصروه "لكن الانتخابات هذه المرة تبدو عملية معقد في ظل طغيان العنصر الشبابي وأجواء الحراك، وإذا كانت الانتخابات ديمقراطية فعلا وترشّحت لها أسماء ذات وزن وأقلّ تورّطا من بن فليس فإن حظوظ بن فليس وغيره من الجيل القديم ستكون ضئيلة".
وستكون حظوظ بن فليس، وغيره من الوجوه القديمة، قائمة يضيف محدّثنا "إذا لم تترشّح أوزان مقبولة شعبية، ففي هذه الحالة ستعتمد الوجوه القديمة على خيوطها وشبكاتها للفوز بالانتخابات"، واستدرك طيبي "لكنني ألحّ على أن الجيل الجديد يريد تغيير الوجوه وسيادة الحكامة وطرحا تغييريا من أجل جزائر جديدة".
المصدر: أصوات مغاربية