راشد الغنوشي في تجمع سابق لحركة النهضة
راشد الغنوشي في تجمع سابق لحركة النهضة

خرج حزب النهضة في تونس من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية بهزيمة لم تكن متوقعة كغيره من أعضاء التحالف الحاكم.

وأفضت الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية إلى ما وصفته وسائل إعلام تونسية بـ"الزلزال الانتخابي" بانتقال المرشحين أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد ورجل الإعلام الموقوف نبيل القروي إلى الدورة الثانية. 

ونال مرشح حركة النهضة، عبد الفتاح مورو، 434 ألفا و530 صوتا وحلّ ثالثا من مجموع ناخبين تجاوز ثلاثة ملايين.

أسباب التراجع

يرى المحلّل السياسي صلاح الدين الجورشي أن الحزب لا يزال "يتأرجح بين الإسلامية والمدنية وهذا يضعفه"، معتبرا أن هذا "أحد أسباب تراجعه".

وأعلنت الحركة في مؤتمرها العام في 2016 تغيير توجهها من الإسلامي إلى المدني، لكنها "لم تستطع حسم أمرها، ولم تتخذ موقفا واضحا مثلا في مسألة المساواة في الميراث التي حسم فيها قيس سعيّد وكان واضحا"، وفق الجورشي.

أما الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، حمزة المدب، فيرى أن هناك "أزمة هوية" داخل الحزب، إذ "لم يستطع المرور للمدنية بتقديم حلول اقتصادية واجتماعية" للتونسيين الذين يعانون من مشاكل البطالة في صفوف الشباب وارتفاع الأسعار ونسبة التضخم.

ويرجح المدب أن من أسباب تراجع النهضة أيضا "صراعات وتمزقا داخل الحركة".

أما المدير السابق لمكتب رئيس الحزب راشد الغنوشي، زبير الشهودي، فيقول إنه "لا فرق بين مورو وقيس سعيّد، ولكن سعيّد انتخب لأنه خارج دائرة الحكم".

ويضيف الشهودي أن "على الغنوشي أن يرحل"، مضيفا: "النهضة تطبعت مع النظام وميكانيزمات الدولة وأصبحت غير قادرة على إيجاد الحلول المتعلقة أساسا بالبعد الاجتماعي والاقتصادي".

مبررات النتيجة

في المقابل، عللّ الغنوشي الهزيمة الانتخابية، في تصريح إعلامي، بالقول إن الحركة لم تستعد جيدا للانتخابات. وقال: "دخلنا متأخرين إلى الانتخابات الرئاسية".

وأشار الغنوشي، في حوار بثته قناة "الزيتونة" الخاصة، إلى أن "ما بين 15 و20 في المئة من شباب النهضة وقواعدها لم يصوتوا لمورو"، إلا أنه عبر عن أمله في أن القواعد "ستعود للنهضة في الانتخابات التشريعية" المقررة في السادس من أكتوبر.

ترقب للتشريعيات

يبدي محللون تخوفا من أن تؤثر نتيجة الانتخابات الرئاسية على التشريعية، ومن أن يتواصل ما وصف بـ"تصويت عقابي" ضد منظومة الحكم لصالح قوى جديدة ما سيفضي إلى انتخاب برلمان بكتل دون أغلبية ستكون تداعياته حتمية على العمل الحكومي مستقبلا.

ويقول الجورشي: "ربما ستخسر الحركة الكثير" في الانتخابات التشريعية، لأن "البرلمان سيتأثر بالرئاسية وسيفرز فسيفساء وقد تفقد الحركة مكانتها في الحكم".

أما الشهودي فيقول: "النهضة مدعوة الى إعادة بناء نفسها في العمق عبر رسم حدود رئيس النهضة وحوكمة الحزب".

أما الغنوشي فدعا أعضاء حزبه قائلا: "ندعو قواعدنا إلى الوقوف صفا واحدا لمعركة أهم من المعركة الرئاسية ألا وهي النيابية"، محذرا من "تشتت البرلمان" إن أفرزت الانتخابات التشريعية كتلا صغيرة. 

ويعتبر الغنوشي أن النهضة "تبقى حزبا ذا ثقل في المشهد السياسي ويمكن أن تكون في موقع صانع الملوك، فتتمكن من أن تميل الكفة لسعيّد أو القروي".

 

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية

مواضيع ذات صلة