دعت الخارجية الفرنسية مجددا الثلاثاء إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، على أسس اجتماعات باريس وباليرمو وأبوظبي وصولا إلى تنظيم الانتخابات.
وأكدت الخارجية الفرنسية أن الاجتماع الوزاري بشأن ليبيا المنعقد في نيويورك، "ساهم بتعزيز الاجماع الدولي لإنهاء الأزمة الليبية" قبل مؤتمر برلين، الذي عرضت ألمانيا استضافته، مشيرة إلى "الدور المحوري" للاتحاد الأفريقي الذي سيشارك في تنظيم مؤتمر لليبيين برعاية أممية.
وأوضحت الخارجية أن العودة إلى العملية السياسية في ليبيا تشمل إعادة توحيد المؤسسات والإصلاحات الاقتصادية والأمنية، مشددة على أنه "لا يوجد حل عسكري في ليبيا".
مغازلة سياسية
ويرى المحلل السياسي إسماعيل المحيشي، أن الحكومة الفرنسية "تغازل الأطراف الليبية سياسيا لعدم قدرتها على تقديم نفسها طرفا وسيطا لمحاولة التهدئة وإنهاء الصراع الليبي".
فرنسا تدعو إلى وقف إطلاق النار في ليبيا.. وتؤكد: لا حل عسكري#ليبيا#Libyahttps://t.co/5Ib6I7emHV
— Marsad Libya (@MarsadLibya) October 1, 2019
ويتابع المحيشي "لا أتوقع جدية من قبل الحكومة الفرنسية لإنهاء النزاع الليبي، لأن باريس أصبحت طرفا رئيسيا في دعم حفتر، وخير دليل على ذلك وجود أسلحة فرنسية زودت بها فرنسا حفتر في غريان وتأكيد الصحف التونسية وجود رجال مخابرات فرنسيين قبض عليهم أثناء تسللهم من ليبيا كانوا يدعمون عمليات حفتر العسكرية".
ويعتبر المحيشي أن الأنظار متوجة إلى المؤتمر الدولي الذي ترعاه ألمانيا "التي تعد مؤهلة لأن يكون لها دور إيجابي باعتبار أنها لم تكن يوما طرفا في الصراع الليبي سابقا".
بعد رفضها الحل العسكري.. هل غيرت فرنسا سياستها في ليبيا؟ https://t.co/6Is85FJlzW
— عربي21 (@Arabi21News) October 1, 2019
ويعتبر المحيشي في حديثه لـ"أصوات مغاربية"، أن مجريات التحضيرات للمؤتمر الدولي بشأن ليبيا في برلين "ستوضح كيفية تعامل ألمانيا مع فرنسا الداعمة لحفتر ومدى تأثيرها في المؤتمر الدولي".
مواجهة مباشرة
من جانبه يرى المحلل السياسي عبد الحكيم فنوش، أن فرنسا حسمت أمرها في التعامل مع الأزمة الليبية بعد دخول الرئيس السراج في مواجهة مباشرة مع باريس أثناء خطابه في الأمم المتحدة واتهامه لفرنسا بالانحياز لحفتر.
قراءتي لبيان نيويورك الفرنسي / الإيطالي أنّ :العداء و التنافس بين فرنسا و إيطاليا علي الإنفراد بالكعكة الليبية تحول إلي شراكة بينهما لإقتسام الكعكة الليبية .. دور فرنسا المُعتدي العدواني معروف .. و يجب إعادة تقييم دور إيطاليا في ليبيا و العلاقة معها في ظلّ هذا التطوّر .
— Abdelsalam Ghoneim (@arghoneim) October 1, 2019
ويضيف فنوش لـ"أصوات مغاربية"، "الحراك الفرنسي والألماني ارتفع بدرجة كبيرة وهو يجسد حالة الخلاف الدولية لكيفية إدارة المرحلة المقبلة في المشهد الليبي".
ويردف قائلا "مشكلة ليبيا أمنية وليست سياسية ولا بد من التخلص من مشروع سيطرة الأطراف الخارجية على المشهد الليبي".
#تقرير | #مصر #فرنسا #الإمارات.. أي دور لها بعد فضحها في أكبر محفل دولي ؟ pic.twitter.com/t807RVZU1K
— Libya Alahrar TV - قناة ليبيا الأحرار (@libyaalahrartv) September 26, 2019
ويعتبر فنوش أن هذه المبادرات الدولية "لن تنتج أي حلول نهائية للأزمة الليبية بسبب استمرار المشكلة الرئيسية وهي وجود المليشيات وسيطرتها على صنع القرار في ليبيا".
المصدر: أصوات مغاربية