مصرية خرجت إلى الحياة قبل 27 عاما، تبعت زوجي من مصر إلى ليبيا عندما كان يبحث عن عمل يعيلنا من خلاله، لكننا انتهجنا طريقا خاطئا عندما انضم زوجي طواعية إلى تنظيم داعش في مدينة سرت الليبية.
ولدت في مدينة المنيا المصرية، لأب ليبي يدعى سعيد من قبيلة الجوازي، وأمي عائشة مصرية الجنسية، درست المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة السلم بمنطقة طواخ الخيل، لكنني لم أكمل دراستي الإعدادية بسبب مرضت بالصرع، وبقيت في المنزل مع شقيقاتي زينب وزهراء وفاطمة، وأشقائي محمد وأحمد ومصطفى ومبارك.
عندما كنت في العشرين من عمري تقدم أحد أقارب والدتي يدعى خليل.س، لطلب الزواج مني فوافقت، تزوجته عام 2010، وعشنا سويا في بيت أهلي لمدة سنة، أنجبت منه أول أبنائي حمزة، لكن خليل لم يبق معنا كثيرا في مصر، بسبب عمله في ليبيا في قسم الخدمات والنظافة في مطار طرابلس، لأنه كان يحمل الجنسيتين الليبية والمصرية.
بعد بدء الثورة الليبية كنت أتواصل مع خليل بشكل مستمر، وفي نهاية عام 2011 اشتريت تذكرة سفر إلى ليبيا أنا وابني، ووجدت زوجي في انتظاري حيث أخذني إلى منزل بمنطقة قصر بن غشير، بقينا هناك شهرا ونصف، وحينها ترك عمله في المطار بسبب استلام شركة جديدة للنظافة بمطار طرابلس، وبدأ البحث عن عمل آخر دون جدوى، فقررنا السفر إلى بنغازي.
سافرت مع زوجي إلى ابن عمه يوسف في بنغازي، حيث وجد له عملا في محل لبيع المواد الغذائية والخضروات، لكنه لم يستمر في العمل إلا شهرا واحدا، فقد كان راتب 300 دينار الذي يحصل عليه لا يكفي الحد الأدنى من احتياجاتنا، إيجار الشقة لوحده في منطقة القوارشة كان يكلفنا 600 دينار.
بحثا عن لقمة العيش
ظل زوجي يبحث عن عمل جديد، وحينها اتصل به صديقه من طرابلس أخبره أن هناك شركة تحصلت على عقد عمل في جامعة سرت وتحتاج موظفين، وعلى الفور انتقلنا إلى سرت عن طريق البر في شهر نوفمبر عام 2012.
عند وصولنا إلى سرت أقمنا في منطقة الجيزة العسكرية قرب المزارع، واستأجرنا بيتا بقيمة 500 دينار بقينا فيه لمدة طويلة وزوجي، أصبح يتحصل على راتب جيد يقدر بــ 1500 دينار شهريا، أي ما يعادل 140 دولار، وهو مدير لقسم الخدمات والنظافة بالجامعة.
تحسنت أوضاعنا كثيرا، استمر زوجي في العمل لمدة ثلاثة سنوات، وأنجبت ابني الثاني حذيفة، ثم انتقلنا بعدها إلى شقة قرب عمارات واكادوكو، نظرا لقربها من مسجد عثمان بن عفان الذي كان زوجي يتردد عليه كثيرا، وحينها تعرف على القائمين على المسجد، من بينهم الزواوي والفرجاني والصفراني، القادة في تنظيم أنصار الشريعة، وشرعوا يغرسون في عقله أفكارا متشددة.
ترك زوجي العمل في الجامعة وعندما سألته لماذا؟ قال إن أصدقاءه حرموا عليه العمل في جامعة سرت، لأن من فيها "طواغيت"، وهم سيتكفلون بمصاريف بيتنا، وانضم زوجي حينها إلى تنظيم أنصار الشريعة في سرت عبر أصدقائه.