كشفت نتائج نشرتها مؤسسات سبر آراء عن تصدّر حركة النهضة للسباق التشريعي، متقدمة على حزب قلب تونس الذي يتزعمه، المرشح الرئاسي الموقوف، نبيل القروي.
ولا تسمح النتائج المعلنة لحركة النهضة بتشكيل حكومة، إذ يقل عدد نوابها بكثير عن الأغلبية المطلوبة في البرلمان (109 من جملة 217 نائبا)، ما سيدفعها للبحث عن توافقات وشراكات مع الأحزاب التي تليها في الترتيب.
"أصوات مغاربية" رصدت في هذا التقرير مواقف أبرز القوى السياسية التي حققت نتائج قد تؤهلها للعب أدوار متقدمة داخل البرلمان في السنوات الخمس المقبلة.
قلب تونس: استحالة التحالف مع النهضة
حل حزب قلب تونس، الذي تشكل قبل أشهر قليلة من إجراءات الانتخابات التشريعية، في الرتبة الثانية حسب النتائج المعلنة حتى الآن.
وطُرحت في الساحة الإعلامية والسياسية إمكانية تحالف الحزب مع النهضة وقوى أخرى للحصول على أغلبية برلمانية تسمح بتشكيل حكومة.
وقال القيادي بقلب تونس، عياض اللومي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن "هذه الخطوة مستحيلة الوقوع، كما أن نواب الحزب لن يصوتوا للحكومة التي تشكلها النهضة ولن يصوتوا لفائدة راشد الغنوشي إذا ترشح لرئاسة البرلمان".
وتابع اللومي: النهضة أضرّت بالبلاد ومسؤولة عن إفساد المسار الديمقراطي وتشويه المرشح الرئاسي، نبيل القروي، كما استعملت أدوات غير قانونية في عملية سجنه.
ويقبع مؤسس قلب تونس والمرشح الرئاسي للدور الثاني خلف القضبان مواجها تهما تتعلق بالتهرّب الضريبي وتبييض الأموال.
ائتلاف الكرامة: لا مانع لكن..
حسب نتائج مؤسسات سبر الآراء، حل ائتلاف الكرامة المستقل في الرتبة الثالثة من حيث عدد المقاعد بنحو 18 مقعدا في 27 دائرة داخل البلاد.
وقال الناطق الرسمي باسم الائتلاف، سيف الدين مخلوف، إنه "لا مانع للتحالف مع حركة النهضة والناس التي تتبنى الخط الثوري وفق برنامج يقوم على تحديث الدولة التونسية وبرامج التعليم وعصرنة الإدارة ومكافحة الفساد".
وأوضح مخلوف أن "ائتلاف الكرامة لن يتحالف في حكومة تضم حزب قلب تونس".
الدستوري الحر: النهضة خط أحمر
حصل الحزب الدستوري الحر، الذي تتزعمه عبير موسي القيادية السابقة بحزب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، على الرتبة الرابعة من حيث عدد المقاعد، وفقا لتقدير نتائج سبر الآراء.
وردا عن سؤال يتعلق بمدى استعداد الحزب للدخول في حكومة تكون النهضة أحد أضلعها، قال القيادي بالحزب، كريم كريفة، إن "التحالف مع النهضة خط أحمر، مضيفا: الدستوري الحر لن يصادق ولن يدخل ولن يتحالف مع حكومة تشارك فيها النهضة.
وعن الأسباب التي دفعت الحزب لاتخاذ هذا القرار، أوضح كريفة في تصريح لـ"أصوات مغاربية" أن "النهضة ليست حزبا مدنيا ولم تقم بفك الارتباط بين الدعوي والسياسي، كما أنها حركة تتعلق بها شبهات إرهاب، وقد سبق للحزب أن تقدّم ضدها بشكايات لدى القضاء في شبهات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر والإرهاب وغيرها".
ويضيف كريفة: الدستوري الحر والنهضة خطان متوازيان لا يلتقيان، لذلك سنكون في صف المعارضة، والشعب سيراقب تعهدات الأحزاب التي وعدت بعدم بناء شراكات مع النهضة.
التيار الديمقراطي: سنكون في المعارضة
فور نشر مؤسسات سبر الآراء لنتائجها، سارع التيار الديمقراطي إلى إعلان رفضه الدخول في تحالفات مع النهضة وقلب تونس لتشكيل حكومة.
وفي هذا الإطار، قال القيادي بالتيار الديمقراطي، عبد الواحد اليحياوي، في تصريح لـ"أصوات مغاربية، إن "الحزب كان قد قرّر قبل خوض الانتخابات التشريعية عدم المشاركة في الحكومة، ما لم يمكنه الشعب التونسي من عدد من المقاعد التي تسمح له بأن يكون فاعلا في الحكم، وبالتالي فإن التيار الديمقراطي لن يتحالف مع النهضة أو مع قلب تونس".
وأضاف اليحياوي: التيار الديمقراطي سيكون في صف المعارضة المسؤولة، فالخيارات الاجتماعية والاقتصادية للنهضة وقلب تونس لا تمثل توجهات حزبنا.
لكن اليحياوي شدد على أن "التيار سيعمل على إيجاد مخرج دستوري في حالة عدم التوصل إلى تشكيل الحكومة".
المصدر: أصوات مغاربية