تجاوز عدد الراغبين في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية بالجزائر، المقررة بتاريخ 12 ديسمبر القادم، 130 شخصا.
ويتنوع المتقدمون إلى هذه الانتخابات بين شخصيات سياسية مستقلة وباحثين جامعيين، إلى جانب بعض الإعلاميين المعروفين في الساحة الوطنية، فيما سجلت السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات مترشحين لا يعرف عنهم الجزائريون الشيء الكثير.
ومقابل ذلك، عبرت بعض الشخصيات الأخرى عن عدم رغبتها في الترشح لانتخابات 2019، بدعوى "غياب الضمانات الحقيقية" أو لأسباب لم يتم الإفصاح عنها.
وهذه قائمة لأهم الشخصيات التي رفضت المشاركة في الانتخابات الرئاسية بالجزائر:
مولود حمروش
كان واحدا من أهم الشخصيات السياسية التي طرح اسمها بشكل كبير في الساحة السياسية من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية بحكم التجربة الكبيرة التي يملكها الأخير، فضلا عن إظهاره رغبته في العودة إلى الحياة السياسية في مناسبات عدة.
وشغل مولود حمروش عدة مناصب سامية في الدولة الجزائر، مثل مسؤول التشريفات برئاسة الجمهورية، ثم أمينها العام، قبل أن يعين في منصب رئيس الحكومة نهاية الثمانينات.
يلقبه البعض بـ"ابن النظام"، بالنظر إلى المسيرة التي قطعها داخل دواليب السلطة، لكنه صرح في أكثر من مرة أنه من المقتنعين بتغيير النظام السياسي من الداخل.
أشرف حمروش على العديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية خلال فترة رئاسته الحكومة، قبل أن يختفي عن الأنظار بعدما تمت تنحيته من هذا المنصب.
عاد إلى واجهة الأحداث السياسية نهاية التسعينات من بوابة الانتخابات الرئاسية التي نظمت في أبريل 1999 كمترشح، لكنه قرر الانسحاب منها في آخر لحظة رفقة مترشحين آخرين.
نظم بعض أتباعه ومحبيه حملة قوية طالبوا من خلالها بترشحه، إلا أنه أبدى رفضا لهذا المسعي، وبرر ذلك بغياب الضمانات التي تسمح بأداء مهامه.
أحمد بن بيتور
يعتبر بن بيتور تقنوقراطيا بامتياز، ومتخصصا في المجالات الاقتصادية والمالية، شغل هو الآخر العديد من المناصب كخبير لدى البنك الدولي، كما أوكلت إليه مهام بعدة حكومات جزائرية.
في سنة 1999 كان أحد المقربين من الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة الذي عينه في منصب رئيس الحكومة، لكن قرر في شهر أغسطس عام 2000 تقديم استقالته من منصبه بسبب خلافات جوهرية بين الرجلين.
اعتزل من وقتها الوظائف الرسمية في الدولة، وتحول إلى أحد أبرز المعارضين لحكم الرئيس السابق، خاصة في ما يتعلق بتسيير بعض الملفات الاقتصادية والمالية.
أبدى في انتخابات 2014 رغبة كبيرة في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية، ودشن حملة مسبقة لذلك من خلال المحاضرات واللقاءات التي نظمها في عدة ولايات، إلا أنه قرر في آخر لحظة التراجع عن فكرته بسبب ما اعتبره "تزويرا مبرمجا" لتلك الاستحقاقات.
في سنة 2019، كان من الشخصيات السياسية الأكثر غيابا عن الساحة السياسية، فلم يظهر إلا نادرا رغم التحولات الكبيرة التي شهدتها الساحة الوطنية على خلفية الحراك الشعبي.
قبل شهر، خرج أحمد بن بيتور إلى الجزائريين ببيان يؤكد فيه أنه غير مستعد لدخول غمار الرئاسيات المقبلة.
الإسلاميون.. خارج السباق
لن تشهد الانتخابات الرئاسية القادمة بالجزائر حضورا قويا "للزعامات الإسلامية"، على خلاف ما كان عليه الحال في انتخابات 1995، 1999، 2004، و2009، باستثناء ما أبداه رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة من رغبة في الترشح.
وقاطع أبرز ممثلي هذا التيار السياسي، مثل رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري هذا الحدث السياسي، بعدما أشارا إلى "غياب شرطي النزاهة والشرعية".
وتعود أبرز مشاركة للإسلاميين الجزائريين في الانتخابات الرئاسية إلى سنة 1995، عندما تمكن مرشح هذا التيار وقتها، الراحل محفوظ نحناح، من إحراز الرتبة الثانية بعد الرئيس ليامين زروال.
المصدر: أصوات مغاربية