قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الجزائرية، المقررة في 12 ديسمبر، تناسلت إشاعات "من العيار الثقيل" طالت على وجه الخصوص رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، بوصفه الشخصية الأبرز على الساحة السياسية الوطنية منذ انطلاق حراك 22 فبراير.
وتسبّبت هذه الإشاعات والأخبار المتضاربة في "رجَّة" على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية على حد سواء، كما تباينت ردود الفعل حيالها.
"إشاعات" لا تنتهي
وتحدّثت "مصادر الإشاعات" مثلا عن احتجاز قايد صالح من طرف مجموعة من الجنرالات في وهران (غرب) تمهيدا لعزله، وساقت أخرى أخبارا حول استقالته من منصبه عقب الرئاسيات بعد اتفاق بينه وبين قيادات عسكرية كبيرة.
وأفادت جهات أخرى بأن رئيس الأركان أصيب بجلطة دماغية نتيجة ارتفاع ضغط الدم، فيما تحدّثت أخرى عن فرار أفراد من أسرته خارج البلاد.
المعارض السياسي والمدوّن الجزائري المقيم في لندن، السعيد بن سديرة، قال في فيديو إن رئيس الأركان "أصيب، الجمعة الماضية، بوعكة صحية في وهران ألزمته الفراش، بسبب ارتفاع ضغط الدم"، وأن الأطباء نصحوه بعدم الإجهاد والخلود للراحة.
في الوقت ذاته، نفى بن سديرة، أن يكون قايد صالح قدّم استقالته أو عيّن الأمين العام لوزارة الدفاع اللواء عبد الحميد غريس خلفا له على رأس أركان الجيش.
الإعلامي الجزائري المقيم في فرنسا عبدو سمّار، كتب على موقعه "ألجيري بارت" أن الأخبار المتداولة حول مصير قايد صالح "مؤجّلة إلى ما بعد الرئاسيات"، ونفى الإشاعات التي تحدّثت عن عزله من طرف جنرالات.
ودخل الصحفي الفرنسي المهتم بالشأن الجزائري نيكولا بو أيضا على الخط في هذه القضية، فكتب على موقعه "موند أفريك" أن هناك "سيناريو يُدرس حاليا داخل الجيش يتعلق برحيل قايد صالح، عقب الرئاسيات، وهذا باتفاق بينه وبين قيادات عليا".
وتحوّلت إشاعة حول وفاة الناشط السياسي الأمازيغي المعارض، المقيم في فرنسا، فرحات مهني، إلى خبر تداولته وسائل إعلام محلية وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي.
جابي: الاضطراب السياسي = انتشار الإشاعة
في هذا الموضوع، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي ناصر جابي إنه "لا يمكن التعليق على الشائعات".
وأوضح جابي في حديث مع "أصوات مغاربية" بأنه "كلّما كان الجو السياسي مضطربا تنتعش الإشاعة وتنتشر بشكل كبير خدمة لأهداف محدّدة".
وحسب ذات المتحدث فإن الحياة السياسية في الجزائر باتت "تُسيّر بالإشاعة، وهذا أمر غير صحيّ البتة".
رزاقي: الدولة العميقة وراء الإشاعة
من جهته، قال أستاذ الإعلام في جامعة الجزائر عبد العالي رزاقي، إن الإشاعة تحمل في بعض الأحيان "جزءا من الحقيقة" خدمة لأهداف يعلمها الذين يقفون وراءها..
وربط رزاقي انتشار إشاعات حول قائد أركان الجيش بما سماه "الدوة العميقة"، ورأى في حديث مع "أصوات مغاربية" بأن الدولة العميقة "لا تريد ان تخرج من المشهد، ولا تزال تحظى بدعم عديد المؤسسات في البلاد، لذلك تسعى لإثارة البلبلة عبر أسلوب الإشاعة".
وعن إشاعة وفاة فرحات مهني، قال رزاقي "هناك أطراف فرنسية تتلاعب بالملف لإثارة البلبلة أيضا، وعلى الجميع في الجزائر أن ينتبه لخطر الإشاعة على الوضع في البلاد".
المصدر: أصوات مغاربية