حذرت وزارة الخارجية الليبية الاثنين، من أزمة "تهدد أمن ليبيا والمنطقة" إذا استمرت الحرب على العاصمة طرابلس.
وقال وزير الخارجية الليبية محمد سيالة، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي "كل يوم بل ساعة تمر دون اتخاذ موقف حازم لردع العدوان على العاصمة وإيقاف الجرائم سيؤدي إلى جرائم لن تهدد فقط أمن ليبيا والمنطقة بأسرها".
وأفاد مراسل "أصوات مغاربية"، في ليبيا بأن ثلاث فتيات قتلن تحت الأنقاض، إثر قصف منزل عائلة نازحة في منطقة الفرناج، حيث أصيبت الأم وفتاة أخرى بترت رجلها، نتيجة قصف جوي لقوات حفتر الاثنين.
واعترف المتحدث باسم 'الجيش الوطني الليبي'، أحمد المسماري، بقصف سلاح الجو التابع للقيادة العامة مقرا عسكريا في منطقة الفرناج، متهما قوات الوفاق باستهداف مقر آخر بالمنطقة.
استخفاف طائش
من جهتها أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بـ"أشد العبارات الممكنة الاستخفاف الطائش بحياة الأبرياء" داعية إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات العشوائية.
وقالت البعثة الأممية "مرة أخرى يدفع الأطفال الأبرياء الثمن غاليا. لقد أودى الهجوم بأبشع طريقة بحياة ثلاث فتيات بريئات دفن تحت أنقاض مسكن دمرته غارة جوية في منطقة الفرناج بطرابلس، كما أصيب فتاة أخرى من نفس الأسرة وأمها في الغارة الجوية التي تفيد التقارير بأن طائرة مقاتلة تابعة لـ'الجيش الوطني الليبي' قد نفذتها".
وأكدت البعثة الأممية، أنها "لن تقف موقف المتفرج على جرائم الحرب التي ترتكب والأرواح البريئة التي تزهق كل يوم تقريبا"، داعية الدول الأعضاء والهيئات الدولية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد للانتهاكات الصارخة المتكررة للقانون الدولي الإنساني والقانون لحقوق الإنسان في ليبيا.
تحقيق دولي
واستنكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، "الجريمة التي ارتكبت بحق الأبرياء والمدنيين جراء القصف العشوائي من قبل الطيران الحربي التابع للقيادة العامة للجيش الليبي".
وطالب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أحمد حمزة، محكمة الجنايات الدولية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ولجنتي الخبراء والعقوبات الدولية بمجلس الأمن، بتشكيل فريق لتقصي الحقائق مستقل للتحقيق في الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترقى لجرائم حرب ضد الإنسانية، التي ترتكب بحق الأبرياء، ومحاسبة الجناة وإنهاء حالة الإفلات من العقاب.
وصرح حمزة لـ"أصوات مغاربية"، بأن هذه الجريمة "مكتملة الأركان وتعد انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني الذي يحرم استهداف المدنيين والمنشآت المدنية السكانية".
وشدد حمزة على ضرورة التزام جميع أطراف النزاع المسلح بعدم استهداف المدنيين والأهداف والمرافق المدنية ووقف الهجمات العشوائية والانتهاكات الصارخة والامتثال الكامل لمبادئ القانون الدولي.
جريمة بشعة
ووصف المحلل السياسي إسماعيل المحيشي، قتل الفتيات بهذه الطريقة جريمة "شنيعة" في حق الإنسانية، في ظل "صمت مطبق من قبل المجتمع الدولي".
ويتابع المحيشي لـ"أصوات مغاربية"، "الكل يتساءل في ليبيا أين القرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي بحماية المدنيين وتمكين الليبيين من تحقيق الدولة المدنية والمسار الديمقراطي وأين المنظمات الإنسانية والدول الكبرى التي تدعي حماية حقوق الإنسان؟".
ويعتبر المحيشي رسالة سيالة لمجلس الأمن الدولي مهمة لتذكير المجتمع الدولي بضرورة الوفاء بالتزاماته تجاه الليبيين قبل تفاقم الأزمات.
ويرى المحيشي أن الوضع الإنساني والحقوقي "خطير في طرابلس" في ظل الظروف التي يعيشها الليبيون من أزمة السيولة، وإقفال مطار معيتيقة وتدمير البنية التحتية في جنوب طرابلس.
المصدر: أصوات مغاربية