إقرأ قصة صابرين الليبية أدناه
اسمي: صابرين.م / جنسيتي: ليبية / عمري: 17 سنة / المهنة: ربة بيت
ولدت في أكتوبر عام 2001 في بنغازي من أب غير شرعي يدعى مصطفى، كان قد اختطف أمي ومارس معها الجنس ثم تركها ورحل.
في البداية لم تحك والدتي ما وقع لأهلها، لأنها كانت خائفة من الفضيحة الاجتماعية والعار والعقاب، لكن عندما ظهرت علامات الحمل عليها قررت التقدم بشكوى ضد المدعو مصطفى، لكنهم أودعوها هي زنزانة السجن.
أُطلق سراح والدتي بعد أن أنجبتني في السجن، وبعد خمس سنوات تزوجت من شخص مصري يدعى إبراهيم. انتقلت للعيش معه في مصر، لكنها عادت بعد 8 أشهر إلى ليبيا لأن إبراهيم كان يعاملها معاملة سيئة.
![](https://gdb.alhurra.eu/F91986E2-E480-419A-B4D8-0399FBDDE074.png)
قررت أمي الزواج من جديد من ليبي يدعى (محسن.م) من بنغازي، والذي أجبرني على مغادرة المدرسة بدعوى أن "معمر القذافي طاغوت، وما تدرسونه فكر طواغيت ويجب علي أن أبقى في المنزل لدراسة التوحيد". بدأ محسن يُحضر لي أشرطة تدعو للتشدد. استمر هذا الأمر مدة عام واحد إلى أن اعتقله "الأمن الداخلي".
قبل الثورة الليبية بأيام غادر محسن السجن، وكان أو قرار اتخذه هو البحث عن سكن جديد ومغادرة بيت جدي، الذي كنا نقيم فيه، لأنه كان يرى بأن "خالي كافر لأنه يعمل في الجيش"، وهكذا تركنا بنغازي وانتقلنا للعيش في الأبيار. أصبح لمحسن نفوذ كبير بعد الثورة. كان يحمل سلاحا ويملك سيارات دفع رباعي، كما صار قياديا في "أنصار الشريعة ببنغازي".
في ربيعي 11 جاءني محسن وقالي لي "تحصلت لك على زوج، ويجب عليك الموافقة"، ونظرا للظروف التي كنت أعيشها وافقت على الزواج بهذا الرجل. قبل عقد قراني على (ناصر.س) في أغسطس 2012، طلب منه زوج أمي مبايعة تنظيم الدولة "داعش"، وهو ما قام به ناصر. حضر إلي محسن قائلا "خطيبك بايع دولة داعش في العراق والشام وقرأ الفاتحة" وفي ذلك الوقت كانت البيعة "سرية" وأخبرني أن خطيبي ناصر من منطقة مرزق وهو من مواليد 1999 وأصله من الجنوب ويعمل في تأجير شيل سيارات في الصابري ومقيم في بنغازي. بعد أشهر تزوجت من المدعو ناصر وعشت معه في بيت بمنطقة الهواري قرب المقابر ببنغازي، وهذا المنزل اشتراه زوج أمي محسن وباعه لزوجي.
![](https://gdb.alhurra.eu/F64518FC-CA3E-4F6D-BD46-DBB86E58E780.png)
في يناير 2016، اجتزنا أنا وزوجي وابنتي رقية بوابات سرت. عرّف زوجي بنفسه كأحد أتباع تنظيم "داعش" في بنغازي. نقلونا إلى حسن الكرامي (أحد قيادات التنظيم في سرت)، والذي أمر بإسكاننا في فندق مكثنا فيه حوالي شهر، ثم بعد ذلك في بيت بمنطقة الزعفران.
بعد خروج الكتيبة 166 من المدينة، شكل "داعش" دواوينه وجنده، وصارت له مقرات تسمى "أشبال الخلافة" تقوم بغسل أدمغة الأطفال بأفكار التنظيم التكفيرية. عند بداية الحرب في مدينة سرت بين "داعش" وقوات "البنيان المرصوص" صار زوجي يقاتل مع الدواعش، وفي نهاية شهر أغسطس عام 2016 فجر نفسه داخل سيارة مفخخة في الحي رقم "1".
في اليوم التالي أخرجنا مصري يدعى البيشي من العمارات إلى الجيزة، وهناك أقمنا في منازل في "كامبو الكلبة"حوالي شهرين ونصف، لكن "داعش" بدأ يخسر في كل يوم أراضي جديدة. ضاق الخناق علينا، فقررت تسليم نفسي في بداية شهر ديسمبر. مساري في هذه الحياة كان بئيسا منذ ولادتي، لكن البؤس الأكبر عشته في "داعش". أحذر الجميع من هؤلاء المتشددين لأنني عرفت حقيقتهم من الداخل. هذا التنظيم الخبيث قتل الشباب والأطفال، وشرد الآلاف، ورمّل عشرات الآلاف من النساء.
تحقيق خاص لـ"أصوات مغاربية"