body placeholder

رؤى: الدواعش لصوص وطغاة وقتلة

رؤى: الدواعش لصوص وطغاة وقتلة

اسمي: رؤى.ف

جنسيتي: عراقية

من مواليد: 1990

المهنة: خياطة 

اسمي رؤى، ولدت في بغداد عام 1990، نشأت في أسرة ميسورة الحال، درست الابتدائية في حي الجهاد والثانوية بمدرسة زرقاء اليمامة، بذات الحي، ولدي خمسة أشقاء وشقيقتان.

بعد الاضطرابات الأمنية في العراق بدأ والدي فرحان في البحث عن عمل يعيلنا منه، إلى أن بدأ في العمل مع القوات الأميركية في مطار بغداد عام 2004، أما والدتي فتعمل ربة بيت. بعد حوالي سنة علم أفراد تنظيم القاعدة بمهنة والدي، فأقدموا على قتله باعتباره مرتدا، لأنه يعمل مع القوات الأميركية.

---------------------------

زواج بالغصب

بعد مقتل والدي تعرفت على شاب ليبي يدعى نصر الدين، ولد في مدينة درنة عام 1985، لم أكن أعرف عنه شيئا ما عدا أنه يتردد باستمرار على خالي سعد، وبعد فترة زوّجني خالي بنصر الدين غصبا، ودون موافقة أمي وإخوتي، فقد رفضوا هذا الزواج لكنه حدث في أكتوبر عام 2005. مضى شهران على زواجنا وعندما سألته عن سبب دخوله العراق، أخبرني أنه كان متأثرا بما يسمع عن سجن أبوغريب، وفي نهاية ديسمبر فوجئت باعتقاله من طرف القوات الأميركية، لاشتراكه في القتال ضدهم، وأودع في سجن كروبر، وعام 2006 داهمت القوات الأميركية بيت خالي سعد، وألقت القبض عليه أيضا وأودعته في سجن بوكا.

كنت أزور نصرالدين أحيانا وأتسلم منه مبلغ 1000 دولار المخصص لعائلات المسجونين في العراق، من سفارة ليبيا على اعتبار أن زوجي ليبي الجنسية. بعد خروج القوات الأميركية من العراق وتسليم ملف السجناء إلى القوات العراقية، اتهمت السلطات العراقية زوجي نصر الدين بالدخول بطريقة غير شرعية إلى الأراضي العراقية، وبقي في سجن "ملعب الشعب"، إلى حين تشكيل ليبيا لجنة لمتابعة السجناء الليبيين في العراق.

كان مع زوجي مجموعة من السجناء الليبيين، بينهم المدعو فرج المحكوم بتهمة الإرهاب والمدعو المسماري والمدعو علي من المرج، وغيرهم من المعتقلين، لا أتذكر أسماءهم كاملة، حينها سافرت إلى ليبيا وتحديدا إلى مدينة بنغازي في الشرق عام 2012، عبر مطار بنينا وبقيت هناك لمتابعة ملف زوجي.

من بغداد إلى طرابلس

أفرج عن زوجي نصر الدين بعد تسع سنوات من الاعتقال، عبر سفارة ليبيا في العراق في ديسمبر عام 2014، وذلك بمساع من لجنة المعتقلين الليبيين في العراق، الذين زاروا المعتقلين أكثر من مرة، رُحل زوجي بعدها إلى ليبيا واستقبلنا في طرابلس مسؤول حكومي بارز يدعى عمر. بقينا في طرابلس لمدة شهرين ونصف في منزل قريبة نصر الدين، زوجها ضابط في الأمن برتبة عقيد بمنطقة تاجوراء، أراد بعدها زوجي السفر إلى أهله في شرق ليبيا لزيارة عائلته.

بعد أيام قررنا السفر من طرابلس إلى شحات عبر مطار الأبرق، لكن قوات الأمن قبضت على زوجي في المطار وفتحت تحقيقا معه ثم أودع في سجن قرنادة لمدة شهرين، وبعد وساطة قبلية أفرج عن نصر الدين بضمان من ابن عمته عبد الرزاق، شرط الإقامة في منطقة شحات شرق بنغازي. خلال فترة سجن زوجي أخبرني أن ابن عمته عرض عليه الانضمام إلى القوات المسلحة لكنه رفض ولم أعلم سبب رفضه.

نصر الدين خالف الشرط المذكور وسافر بنا دون إذن السلطات في شهر ماي عام 2015 لزيارة عائلته في مدينة درنة في الشرق، رغم محاصرتها آنذاك، وهناك أنجبت طفلتي الأولى مودة. بعد شهر عدنا من جديد إلى شحات وأخبرنا عبد الرزاق قريب زوجي أن نصر الدين مطلوب في سجن قرنادة للتحقيق معه، وعلى الفور في اليوم التالي صباحا سافرنا إلى طرابلس عن طريق البر واستأجرنا شقة في شارع الزاوية بما يعادل 200 دولار.

بدأ نصر الدين العمل في ورشة نجارة، وأنا في الخياطة، كنت قد تعلمت هذه الحرفة وأنا صغيرة، وكنت أطلب من نصر الدين زيارة أمي في العراق، فوافق على ذلك في شهر أكتوبر عام 2015، ومكثت عندها شهرا كاملا ثم رجعت إلى ليبيا. التقيت بزوجي في طرابلس وكان مهموما بسبب قيمة الإيجار المرتفعة، ناقشنا طويلا إمكانية إيجاد بدائل أخرى، فقرر نقلنا إلى مدينة سرت باعتبار انخفاض سعر الإيجار هناك كما أخبرنا أصدقاؤه، وفعلا سافرنا إلى سرت للاستقرار هناك في بداية العام الجديد.

داعش بيئة تشدد خصبة

عند دخولنا سرت في شهر مارس عام 2016، أوقفتنا بوابة لتنظيم داعش واحتجزوا زوجي لمدة أربعة أيام لمعرفة سبب زيارته ثم أفرج عنه، بحثنا طويلا عن منزل للإيجار إلى أن تحصلنا في شهر أبريل على شقة في شارع دبي، من شخص يدعى أكرم وبقينا فيها، وكان معنا آنذاك مبلغ حوالي 3 آلاف دينار ليبي، ما يعادل 350 دولار تقريبا.

في شهر ماي، وقبل بداية الاشتباكات بقليل مع قوات حكومة الوفاق، حاولت الخروج من سرت مع عائلة فأوقفتني بوابة أمنية لتنظيم داعش وطلبوا مني الرجوع لأنه ليس معي محرم رجل. كان يتردد على زوجي نصر الدين رجال أغلبهم من درنة، أبرزهم س. الدرناوي وم. الدرناوي، يخبرونه عن تنظيم داعش ويحاولون إقناعه بالانضمام إليهم، خاصة وأنه يعتبر غريبا في مدينة سرت.

بعد أيام انتقلنا إلى منزل في الحي رقم "1" وعمل زوجي مع تنظيم داعش في توزيع الطعام والتموين، ثم اشتغل في ورشة تصليح سيارات داعش، باعتبار خبرته في هذا المجال، كما تسلم سلاح كلاشنكوف.

يسرقون ويقتلون

ذات يوم في شهر أغسطس خرج زوجي نصر الدين في سرت وشاهد عناصر التنظيم يسرقون أحد البيوت، من بينهم المدعو ع.الغنودي. حاول نصر الدين منعهم فقتلوه، كي لا يكشف سرهم، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي بعد محاولات للنجاة من هذا التنظيم الإرهابي.

بقيت حائرة مع طفلتي، بين الخروج وإنقاذ نفسي أو الموت تحت طغيان داعش، فقد أمر المدعو طالوت المسؤول عن السجن في داعش، بسجن نساء في خزانات مياه بلاستيكية، بينهن نجاح ووردة ونسيبة السورية بسبب محاولتهن الهروب من سرت.

وعند اقتراب قوات البنيان المرصوص، سلمت نفسي مع طفلتي في شهر نوفمبر 2016، وأنجبت ابنتي الأخرى رحمة داخل السجن بداية عام 2017. والدي قتل على يد تنظيم القاعدة في العراق، وزوجي قتل بدم بارد من تنظيم داعش في ليبيا، وها أنذا أجني ثمرة زواجي بالغصب، ودخولي بالإكراه إلى هذه التنظيمات الإرهابية، ولا أعلم أي مصير ينتظرني وبناتي.

تحقيق خاص لـ"أصوات مغاربية"