اسمي: بثينة.س / جنسيتي: تونسية/ عمري: 22 سنة / المهنة: ربة بيت
اسمي بثينة وعمري 22 سنة. ولدت بمنزل بورقيبة في ولاية بنزرت. غادرت حجرات الدرس في السنة الأولى ثانوي، وذلك لأنني أصبت بمرض نفسي عام 2012. عشت في عائلة ميسورة الحال مع والدي حبيب ووالدتي صالحة.
في سبتمبر 2013 تزوجت بـ(أنور.م)، الذي كان يدرس مع شقيقي مهران في معهد للتكوين (قسم اللّحام) بمنزل بورقيبة.
اشتغل أنور في أكثر من مكان في تونس، لكنه كان لا يستمر في عمل. وذات يوم عاد إلى البيت، وطلب مني تجهيز أمتعته من أجل السفر إلى ليبيا، على أن ألحق به بعد أن يرتب أموره هناك.
في فبراير 2015 سافر زوجي برا إلى ليبيا، وبعد ثلاثة أيام تواصل معي من بنغازي وأخبرني أنه بدأ التدرب على السلاح في أحد المعسكرات.
زوجي داعشي
لم أكن أعرف أن زوجي منخرط في جماعة إرهابية، كما لم أكن مقتنعة بفكر التنظيم المتشدد، لكن تعليمات زوجي قادتني إلى داعش.
في سبتمبر 2015 طلب مني (أنور.م) اللحاق به إلى ليبيا بمساعدة المهربين، وبالفعل توجهت في اليوم التالي إلى بن قردان، وكان يرافقني في هذه الرحلة ابني مؤيد، والمدعو (ه.ع) خطيب شقيقتي شيماء.
وصلنا ليلا إلى بن قردان، وفي اليوم التالي عبرنا الصحراء رفقة 8 أشخاص، في اتجاه الحدود الليبية التونسية.
بقينا نصف يوم في الصحراء إلى أن أقلتنا سيارة رباعية الدفع إلى صبراتة غرب طرابلس.
أستاذ التطرف
بعد الضربة الأميركية على داعش في صبراتة، وقع ارتباك كبير في صفوف عناصر التنظيم. في هذه الفترة قرروا إلحاقي بزوجي في سرت.
وصلت سرت في أكتوبر 2015. انتقلت وزوجي للعيش بمنزل في حي الدولار المشهور.
كان زوجي يُدرس القرآن والسيرة والرياضيات لأبناء الدواعش في المدرسة المسماة "أشبال الخلافة"، وأخبرني أنهم كانوا يزرعون في عقول الشباب الفكر المتطرف للتنظيم.
خنق سرت
بعد حصار سرت من قوات البنيان المرصوص المكلفة من حكومة الوفاق ضاق الخناق علينا، والتحق زوجي أنور بجبهة القتال أما أنا فانتقلت مع أطفالي إلى مضافة أم أحمد التونسية وبقينا فيها حوالي أربعة أشهر.
في الخامس من نوفمبر زارني زوجي أنور. لمحت في عينيه نظرة وداع، وكأنها نظرات اللقاء الأخير.
وبالفعل، بعد خمسة أيام أبلغني أحد القياديين بأن زوجي قتل. لقد مات ولم أستطع رؤيته.
ضاق الحصار علينا أكثر. ونفذ الأكل والشرب، واعتدنا أن نصحو وننام على أصوات الرصاص والقصف الجوي والمدفعي.
نقلونا إلى مضافة أبو همام في حي الجيزة البحرية. أقمنا فيها حوالي أسبوع إلى أن سلمت نفسي للقوات الحكومية الليبية في ديسمبر 2016.