هن ثلاثة فنانات مغاربيات سطعت نجومهن في عالم الغناء العربي منذ السبعينيات، ولا يزلن يسحرن المشرق والمغرب بأصواتهن.

غنّين لكبار الملحنين ونِلن أكبر الجوائز، وإلى اليوم تردّد الجماهير روائعهن الفنية. "أصوات مغاربية" تعرفكم على هؤلاء الفنانات.

وردة الجزائرية

مطربة جزائرية بزغ نجمها في مصر ومن ثم في العالم العربي كله.

ولدت في فرنسا شهر يوليو 1939 وتوفيت في مصر في ماي 2012. اسمها الحقيقي وردة فتوكي، وهي من أب جزائري ينحدر من ولاية سوق أهراس (شرق) وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت.

غنّت وردة في فرنسا مقلدة أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، ثم عادت مع والدتها إلى لبنان وقدمت أغاني خاصة بها. سافرت إلى مصر عام 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة، الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية في فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة.

​​اعتزلت الغناء بداية السبعينيات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت إلى الغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري الأمين العام لوزارة الاقتصاد في الجزائر. فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي.

تعاونت وردة كبار الملحنين ومنهم؛ محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ومحمد القصبجي وفريد الآطرش ومحمد الموجي وسيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل ومؤخرا حلمي بكر وصلاح الشرنوبي في رائعة "بتونس بيك".

خضعت لجراحة لزرع كبد جديد في المستشفى الأميركي بباريس وتوفيت في منزلها في القاهرة في 2012 إثر أزمة قلبية ودفنت في الجزائر.

سميرة سعيد

مطربة مغربية لمع نجمها في مصر ومن ثم في كل الأقطار العربية.

ولدت سميرة عبد الرزاق بن سعيد في يناير 1958 بالرباط في المغرب. تعتبر من أقدم الفنانات العربيات المستمرات إلى حد اليوم. بدأت مشوارها الفنّي منذ سنتها الثامنة، حيث شاركت في برنامج للمواهب في التلفزيون المغربي وغنّت لأم كلثوم فلفتت إليها جميع الأنظار لما تمتلكه من طاقة صوتيّة. في سنّ العاشرة أصدرت أوّل أغانيها الخاصّة "سبحان الإله" و "قيس وليلى" و"شكونا لأحبابنا" و"قل للمليحة" من خلال مشاركتها في مسلسل "مجالس الفن والأدب" 1968.

أصدرت أغنيتها العاطفية الأولى سنة 1969 بعنوان "لقاء". سافرت إلى مصر سنة 1977 ومنها زارت الإمارات مع الملحن المصري بليغ حمدي وأصدرت ألبومها الخليجي الأول بعنوان "بلا عتاب".

​​تعاملت مع أشهر الملحنين والمؤلفين، ولقيت تشجيعا كبيرا من الفنان عبد الحليم حافظ، رصيدها أعمال ناجحة جعلتها تتصدر قائمة أنجح المطربات في الوطن العربي.

فازت سميرة سعيد بعدد من الجوائز بينها جوائز الموسيقى العالمية وBBC International Music Awards، كما منحها الملك محمد السادس "وسام القائد" في احتفالات عيد العرش 2009.

من أحدث أغانيها "علبال" و"عايزة أعيش"، وقدمت "دويتو" مع مغني الراي الجزائري الشاب مامي بعنوان "يوم ورا يوم".

لطيفة العرفاوي

مطربة تونسية سافرت هي أيضا إلى مصر ومن ثم كانت انطلاقتها نحو النجومية في العالم العربي.

شاركت عام 1978 في تونس ضمن برنامج "نادي المواهب" الفني، ومن هناك بدأ مشوارها. تابعت دراستها في القاهرة، وحصلت على البكالوريوس من أكاديمية الفنون، المعهد العالي للموسيقى العربية.

في رصيدها أكثر من 25 ألبوما غنائيا وعشرات الأغنيات المنفردة، تضم مختلف الألوان الغنائية واللغات واللهجات العربية تعاملت فيها مع عدد من أبرز الأسماء في مجال الكلمات والألحان منهم: محمد عبد الوهاب ونزار قباني وبليغ حمدي وسيد مكاوي ومحمد الموجي وزياد الرحباني وعمار الشريعي وصلاح الشرنوبي وزياد الطويل وكاظم الساهر وآخرون.

​​التقت الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب حينما كانت طالبة، فأبدى إعجابه الشديد بها وقال لها جملته الشهيرة "بخّري صوتك".

كانت من أوائل الفنانين العرب الذين صوروا أغنياتهم على طريقة الفيديو كليب، لها تجربة سينمائية وحيدة هي فيلم "سكوت ح نصور" في عام 2001 مع المخرج العالمي يوسف شاهين.

فازت بجائزة مهرجان الموسيقى العالمية وجائزة أفضل مطربة عربية من المهرجان العربي للتلفزيون عام 1994، ومن أشهر أغانيها "حبك هادي" و"وأنا ما تْنِسيش".

 

المصدر: أصوات مغاربية

 

مواضيع ذات صلة

شروق طاسيلي
جانب من منطقة "طاسيلي ناجر" الصحراوية بالجزائر

كشفت تقارير رسمية في الجزائر عن زيارة أزيد من 5 آلاف سائح أجنبي، ينتمون إلى 37 دولة، منطقة جانت في جنوب البلاد، خلال الموسم السياحي الصحراوي 2022/2023.

وتكشف الأرقام المعلنة عن وجود تطور في استقطاب السياح الأجانب لزيارة المواقع السياحية المنتشرة في الجنوب الجزائري، وفق ما يؤكده مسؤولون عن قطاع السياحة.

وأحصت المصالح ذاتها خلال الموسم الماضي توافد أكثر من 3 آلاف سائح أجنبي من 34 جنسية و19 ألف سائح محلي.

وتعتبر منطقة جانت، المتواجدة في أقصى الحدود الشرقية بالجنوب الجزائري، واحدة من أهم الوجهات السياحية المفضلة عند الأجانب بالنظر إلى ما تزخر به من معالم تاريخية وآثار ضاربة في تاريخ البشرية.

وتبدي السلطات الجزائرية، في الآونة، اهتماما بالغا بمشروع إعادة بعث النشاط السياحي في مناطق جنوب البلاد في سياق السياسة الرامية إلى تنويع مداخيل الدولة وعدم الاكتفاء بالمداخيل البترولية، وفق ما أعلنه مسؤولون في وقت سابق.

تعرف على أهم وأشهر المناطق السياحية في الصحراء الجزائرية:

  • جبال الهقار والطاسيلي:

هي سلسلة من الجبال البركانية والصخور الضخمة المترامية في مساحة صحراوية تقدر مساحتها بآلاف الكيلومترات، تقع بين ولايتي تمنراست وإليزي.

تشير العديد من الدراسات الجيولوجية إلى أن تاريخها يعود إلى آلاف السنين، وهو استنتاج تؤكده مجموعة من النقوش والرسومات التي وجدت بهذه الجبال.

تضم هذه المنطقة السياحية مجموعة من المعالم المصنفة من قبل منظمة اليونكسو، كما هو الحال بالنسبة لجبال الهقار، المعروف عنها أيضا تفردها بأعلى قمَّة جبليَّة في الجزائر، وهي قمَّة جبل طاهات، كما أنها تضم ممرُّ أسكرام (Askram) المشهور عالميا.

أما جبال الطاسيلي ناجر فهو أيضا مصنف لدى منظمة اليونسكو منذ سنة 1982 كأكبر متحف في الهواء الطلق.

يصف موقع اليونيسكو هذا الموقع السياحي، فيقول "إنه منظر قمري غريب ذو أهمية جيولوجية كبيرة، يضم واحدة من أهم مجموعات فن الكهوف التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في العالم. ويسجل أكثر من 15 ألف رسم ونقش خاصة بالتغيرات المناخية وهجرات الحيوانات وتطور الحياة البشرية على أطراف الصحراء منذ 6000 قبل الميلاد".

  • تاغيت 

تُسمى أيضا بـ "جوهرة الساورة"، وهي تقع في ولاية بشار، جنوب غرب الجزائر، حيث تتحول إلى مقصد سياحي للعديد من السياح الأجانب والمحليين، خاصة في فصلي الشتاء والربيع.

واسم تاغيت هو مستمد من كلمة "تاغونت"، والتي تعني بالأمازيغية  "الحجرة" أو "الهضبة" على اعتبار أنها تحتضن أطول الكثبان الرملية المنتشرة في الجنوب الجزائري بارتفاع يزيد عن 700 متر.

فضلا على ذلك، تضم تاغيت أشهر الواحات في الجزائر، فهي تتوفر على أزيد من 100 ألف نخلة وتنتج كميات كبيرة من التمور سنويا.

عادة ما يقصدها السياح الأجانب خلال فصل الربيع من أجل ممارسة رياضة التزلج في الرمال، وهي واحدة من أشهر الرياضات انتشارا في المنطقة.

  • وادي ميزاب

في هذه المنطقة يكتشف السياح لوحة ثقافية وتاريخية مغايرة للمناطق الأخرى، فمن هنا انطلق المجتمع الميزابي أو الإباضي.

تصور منطقة وادي ميزاب، الواقعة في ولاية غرداية جنوب البلاد،  الجهود المضنية التي بذلها السكان الأوائل من أجل التغلب على التضاريس الوعرة، وكيف تمكنوا من التغلب عليها.

وتضم هذه الوجهة السياحية 5 قصور تاريخية تتوزع على مسافة طولها 10 كلم، تتوسطها مجموعة من الواحات ومعالم تاريخية تحمل لمسة هندسية من تصميم السكان الأوائل الذين حلوا بهذا المكان.

تشير بعض الدراسات إلى تاريخ المدينة يعود إلى إلى العام 5000 قبل الميلاد، حيث عثر علماء الآثار على صناعات حجرية ونقوش صخرية ومعالم جنائزية ترجع إلى العصر الحجري الحديث.

 

المصدر: أصوات مغاربية