Logos

أصوات مغاربية الآن علي موقع الحرة

اضغط. هنا لزيارة موقع الحرة

طلبة جزائريون يتظاهرون ضد 'عهدة خامسة' لبوتفليقة
طلبة جزائريون يتظاهرون ضد 'عهدة خامسة' لبوتفليقة

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء مظاهرات في كبرى الجامعات الجزائرية، خصوصا بالجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة، وتيزي وزو، بمشاركة آلاف الطلبة الذين ردّدوا شعارات مناهضة للعهدة الخامسة، وتطالب بالتغيير.

​​وفي الجامعة المركزية بالعاصمة، ردّد الطلبة شعارات مناوئة للعهدة الخامسة، كما ردّد طلبة جامعة العلوم و التكنولوجيا بوهران محمد بوضياف، شعارات "لا للعهدة الخامسة" و"بوتفليقة ارحل" و"الجزائر حرة وديمقراطية".

وردّد الطلاب "رجال الشرطة والطلاب أخوة"، متوجهين إلى عناصر حفظ الأمن الذين حملوا معدات مكافحة الشغب أثناء انتشار عدد كبير منهم على الطريق المقابل لبوابة الحرم الجامعي.

وأكد رؤوف، وهو طالب ماجستير صحافة أنه "تفادياً للمواجهة مع الشرطة، قرّر طلاب كليات عديدة في العاصمة أن يتجمّعوا داخل الحرم الجامعي"، موضحا أن "رجال الشرطة لا يملكون الحق بالدخول إلى الجامعة".

​​ووقف الطلبة لحظات رددوا فيها النشيد الوطني، مشيرين إلى أن ذلك جاء "ردا على تصريحات الأمين العام للحزب الحاكم من وهران معاذ بوشارب"، التي اعتبر فيها المسيرات "دعوة للفتنة"، كما رددوا شعار "سلمية سلمية مطالبنا شرعية".

'ليس باسمي'

ونشر عدد كبير من رجال الشرطة في وسط العاصمة، كما ركنت العديد من سيارات الشرطة في الطرق المجاورة للجامعة، ولم يسمح للصحافيين بالدخول إلى حرم "الكلية المركزية".

وأحد شعارات تحرّك الثلاثاء الذي أطلق على مواقع التواصل الاجتماعي، هو "ليس باسمي"، ويأتي بعد إعلان 11 رابطة طلابية دعمها لترشح بوتفليقة.

وأوضح حكيم البالغ من العمر 23 عاماً، وهو طالب هندسة مدنية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في باب الزوار البعيدة مسافة 15 كيلومترا عن العاصمة، "ننظم عرضاً للقوة لنقول إن تلك الرابطات الإحدى عشرة لا تتحدث باسمنا".

ويأمل الطلاب المؤيدون للاحتجاج إحداث تغيير برأس السلطة في البلاد. وقال عادل، وهو طالب "ولدتُ عام 1999. وفي عامي العشرين، لم أعرف سوى بوتفليقة رئيساً".

​​

ويقول سيد أحمد حنون المولود أيضاً في العام الذي انتخب به بوتفليقة رئيساً، "لو كان لا يزال قادراً على قيادة البلاد، يصوّت كل الجزائريين له".

ويتابع الطالب في المعلوماتية في السنة الثانية، أن بوتفليقة "قام بالعديد من الأشياء الجيدة للجزائر لكن الوقت حان لكي يتنحى".

وكما العديد من زملائه، يأمل سيد أحمد حنون بأن تكون الاحتجاجات نقطة البداية في "تغيير حقيقي".

ويعترض عادل، الطالب في السنة الثانية في الرياضيات والمعلوماتية، على معادلة طرحها رئيس الحملة الانتخابية لبوتفليقة عبد المالك سلال تقول إن "الاستمرارية" تساوي "الاستقرار".

واعتبر أن "لا شيء يثبت بأن مغادرة بوتفليقة للسلطة ستزعزع الوضع في البلاد".

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لرجال الأمن في اشتباكات مع الطلبة المتظاهرين، كما تحدثوا عن إغلاق الشرطة لأبواب الجامعات.

​​

'اذهبوا إلى الخارج'

وبالنسبة لرضوان البالغ من العمر 21 عاماً والذي يدرس الفيزياء، على "بوتفليقة وشقيقه سعيد وكل المقربين منه أن يغادروا".

واعتبر أن التغيير يجب أن يطبق في الجامعة التي "تعيش في السنوات الأخيرة في حالة كبيرة من الركود".

ودعا أساتذة وجامعيون من جهتهم زملاءهم الثلاثاء إلى الانضمام للطلاب.

وأوضح هؤلاء في رسالة مكتوبة "لدينا واجب تجسيد صوت الناس الذين ينهضون ضد نظام سياسي بات يشكل تهديداً حقيقياً ل مستقبلنا واستقرار بلادنا"، وذلك غداة تحرّك قام به محامون جزائريون أمام محكمة سيدي محمد في العاصمة.

وردت السلطات الجزائرية للمرة الأولى الإثنين على المحتجين، مستبعدةً بشكل ضمني تراجع بوتفليقة عن الترشح.

​​

وأعلن رئيس الوزراء أحمد أويحيى أن الانتخابات "ستجرى بعد أقلّ من شهرين ويمكن لأي شخص الاختيار بكل حرية"، علماً أن المهلة النهائية لتقديم الترشيحات تنتهي الأحد مساءً.

ودعا أويحيى أيضاً الجزائريين إلى الحذر من مخاطر "انزلاقات خطيرة".

وفي الأيام الأخيرة، ورداً على الاحتجاجات، أثار العديد من أعضاء المعسكر الرئاسي صراحةً مرحلة "العقد الأسود" (1992-2002) التي شهدت خلالها البلاد حرباً أهلية. وينسب الى بوتفليقة الفضل بوضع حد لها لدى وصوله إلى الحكم.

وأكد بوتفليقة في عام 2012 أن "وقت جيله قد مضى"، ما أوحى بأنه يريد تسليم الشعلة.

وأعيد انتخاب بوتفليقة منذ عام 1999 بشكل متواصل، لكن الأخير لم يعد يظهر إلى العلن إلا نادراً منذ أن تعرض لجلطة دماغية عام 2013.

ويقول إسحق، الطالب في السنة الأولى رياضيات في جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا الواقعة في الضاحية الشرقية للعاصمة، إنه هذه المرة، "كل الشعب ضده".

ويؤكد الشاب البالغ من العمر 21 عاماً "إذا فاز بوتفليقة هذه المرة، فسيكون ذلك نتيجة الاحتيال".

 

المصدر: أصوات مغاربية ووكالات

مواضيع ذات صلة

أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)
أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول كتاب "الجزائر اليهودية" (AFP)

ألغى منظمون ندوة حول كتاب "الجزائر اليهودية" للكاتبة هدية بن ساحلي  كانت مقررة السبت بالعاصمة الجزائرية، بعد الجدل الواسع الذي أثارته منذ الإعلان عن تنظيمها في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

وأكدت مكتبة "شجرة الأقوال" لوكالة "فرانس برس" إلغاء الندوة التي كانت مقررة السبت بدون ذكر الأسباب، كما أوضحت أن الكتاب "لم يعد موجودا لديها لكن لم يتم سحبه" من جانب السلطات.

وكانت مكتبة "الشيخ" والتي مقرها في تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية ألغت ندوة مماثلة كانت مقررة الخميس حول الكتاب نفسه "الجزائر اليهودية، الأنا الآخر الذي لا أعرفه".

واكتفت المكتبة بمنشور عبر صفحتها جاء فيه "يؤسفنا أن نعلمكم ان اللقاء الأدبي مع الكاتبة هدية بن ساحلي قد ألغي" بدون ذكر للأسباب.

وبمجرد الإعلان عن تنظيم الندوة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنظمين، أثير جدل كبير لدى الجزائريين حول "اختيار توقيت فتح النقاش حول يهود الجزائر" ومحاولة "التطبيع الثقافي".  

ونفت الكاتبة الجزائرية هدية بن ساحلي أي علاقة لصدور كتابها قبل أكثر من سنة في فرنسا ثم في الجزائر، بالحرب في غزة، وأكدت أن تزامن صدور الكتاب مع الأحداث "مجرد صدفة.. فلا أنا ولا غيري كان يتنبأ باندلاع الحرب" كما قالت في حوار مع صحيفة "لوسوار دالجيري" في فبراير.

وتحظى الكاتبة باحترام في الوسط الأدبي الجزائري بعد نجاح روايتيها "العاصفة" التي صدرت في الجزائر العام 2019 و"المُحتضر" في 2022.

ولم تصدر وزارة الثقافة والفنون أي بيان بخصوص الموضوع، إلا أن النائب الإسلامي عن حزب حركة البناء زهير فارس أكد عبر منشور أن "الوزارة قد تدخّلت وأوقفت الندوة" وأبلغته بذلك قبل أن يرسل طلبا للتدخل العاجل لوزيرة الثقافة صورية مولوجي.

ويتناول الكتاب في شكل غير مألوف "الهوية اليهودية للجزائر" خلال نحو ألفي سنة من الوجود قبل أن يغادر اليهود الجزائر مع الفرنسيين في نهاية الاستعمار العام 1962، في حين أن الكتب السابقة كانت تتحدث عن "يهود الجزائر".

المصدر: فرانس برس